الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بالكآبة إن رأيت شخصا يصور في مكان قبيح.. ما مشكلتي؟

السؤال

عندي مشكلة وهي أنه إذا تخيلت في عقلي مكانا قبيحا مثلا تأتيني كآبة أو إذا رأيت مثلا مقطعا لشخص يصور في مكان قبيح تأتيني كآبة، كلمت طبيبا عن مشكلتي هذه، وسألته هل هي تأتيني مع الحزن؟ فقال نعم، وهو متردد، وأريد منكم أن تبينوا لي مشكلتي هذه.

جزاكم الله خيرا.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، رسالتك قصيرة جدًّا ومقتضبة، ولا تُوجد بها تفاصيل كثيرة، لكن- إن شاء الله تعالى- نفيدك بما نستطيع.

جوهر الموضوع وأساسه: أنت ذكرت أنك إذا تخيلت في عقلك مكانا قبيحا مثلاً أو شاهدتَّ مقطعًا لشخصٍ يُصوِّر في مكانٍ قبيح، تأتيك نوع من الكآبة ونوع من الكدر: هذا – أيها الفاضل الكريم – يأتي تحت مشاعر البشر واستجابتهم لما يُشاهدون أو لما يُفكّرون فيه، فالشيء الجميل بالفعل يُحدث في النفس بهجة وسرور، ولبعض الناس - خاصَّةً الحسَّاسين منهم – رؤية أو تخيُّل ما هو سيئ وقبيح يُثير عندهم شيء من الانقباض النفسي، وعدم الراحة النفسية، وربما يتطور الأمر إلى اكتئاب، وهذا نسميه الاكتئاب الظرفي، الاكتئاب الوقتي، بمعنى أنه عابر وليس اكتئابًا مُطبقًا أو دائمًا.

فيا أيها الفاضل الكريم: هذه ظواهر وليست أمراضا، أنت تعبِّرُ عن مشاعرك، وهذا النوع من المشاعر يمكن أن تُغيِّره، لا تقبله، قل لنفسك وأقنع ذاتك: (لماذا أحزن لهذه الدرجة؟ فالدنيا فيها الجميل وفيها القبيح وفيها الخير وفيها الشر، وهكذا الحياة)، ودائمًا اجعل نفسك في جانب التفاؤل، واستعن بالله في كل شيءٍ، ولا تعجز، واحفظ الأذكار وأكثر من الاستغفار، واسأل الله أن يجعل حياتك كلها طيبة وجميلة.

فلا تنزعج للموضوع، هي مجرد ظاهرة كما شرحتُ لك، وأنا أريدُ أن أستغلَّ هذه المناسبة – أي مناسبة مخطابتك لنا – أريدك أن تجتهد في دراستك، أريدك أن تكون طالبًا متميِّزًا، خلوقًا، قادرًا حتى تنفع نفسك وأهلك وبلدك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً