الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر تمزق الرباط الصليبي بالسلب على الحياة الزوجية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو الإفادة حول استشارتي هذه، سوف أروي لكم القصة كاملة.

1- في بداية عام 2016 تعرضت للإصابة في ركبتي، وذلك عن طريق ثبات قدمي اليمنى والتفاف جسمي بالكامل، وبعدها سمعت صوت طقطقة تكرر ثلاث مرات، وبعد الفحوصات تبين بأن العظام سليمة، ولكن صورة الرنين المغناطيسي أظهرت وجود تمزق بالرباط الصليبي الأمامي، وأنه في وضع ارتخاء نسبي، فعرض الدكتور المختص إجراء عملية جراحية ولكنني فضلت جلسات العلاج الطبيعي أولا، وبعد 12 جلسة تحسنت حالتي، وأصبحت أمشي بطريقة سليمة، وأصلي بطريقة سليمة دون الشعور بألم في الركبة، مارست تمارين الجري، والتمارين الرياضية الأخرى، مثل: الجري الحر، والجري على السير الكهربائي، ثم شعرت بألم بسيط عند الجري على السير الكهربائي، فتوقفت عن استخدامه .

2- في بداية عام 2017 تكررت نفس الإصابة مرة أخري، وفي القدم نفسها، ولكن بنسبة أخف من المرة الأولى، قمت بإجراء أشعة الرنين المغناطيسي، وتبين مرة أخرى وجود تمزق شبه كلي بالرباط الصليبي الأمامي، ووجود سائل بالركبة، وبعض الآثار في الغضروف الهلالي، والكل يطلب إجراء عملية منظار للركبة، ولكنني أشعر بأنني أسير بشكل جيد إلى حد ما، مع وجود بعض الألم خلف الركبة عند الثني الكامل لها، ووجود ألم بجانب الركبة أيضاً، ولا أشعر بأن الركبة تخونني في المشي، ليس لدى مشكلة في الصعود على السلم، ولكنني عند النزول أشعر بألم بسيط.

بالوقت الحالي سوف أخضع لست جلسات علاج طبيعي قبل نزولي إلى مصر -أن شاء الله- لإتمام زواجي .

3- ما أشعر به الآن:
- أشعر بألم خلف الركبة والجانب الداخلي لها، وذلك عند الثني الكامل لها.
- لا أستطيع الجلوس بشكل جيد في الصلاة، ولكنني أستطيع ثني الركبة مع إبعادها إلى خارج الجسم بقدر معين، والارتكاز على القدم الأخرى.

4- الأسئلة المراد الاستفسار عنها هي:
- ما هي نصيحتكم حول حالتي؟
- قررت تأجيل العملية لأنني سأتزوج بعد شهر ونصف، فهل هذه الإصابة ستؤثر على حياتي الزوجية من حيث العلاقة؟ وإن كانت سوف تؤثر فما هي الإجراءات التي لا بد من وضعها في الاعتبار حتى لا تتزايد الإصابة؟
- هل تأجيل العملية سوف يؤثر على ركبتي بالسلب، أو على الغضروف الهلالي؟ حيث أنني سوف أقوم بالتحميل عليه؟
- ما هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها حتى لا تتزايد الإصابة؟

آسف على الإطالة، ولكنني فضلت عرض القصة كاملة، وأرجو الإفادة حول الإصابة في أقرب وقت ممكن، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن أذية الركبة التي تحصل بالطريقة التي ذكرتها عادة تشمل إصابة كل أو بعض مما يلي: الرباط الصليبي الأمامي، إصابة الرباط الجانبي الانسي (الداخلي)، إصابة الغضروف الهلالي الانسي (الداخلي).

والتحسن الذي حدث لديك -أخي خالد- بالعلاج الطبيعي هو نتيجة لتقوية العضلات التي تحيط بمفصل الركبة، وبالتالي زيادة ثبات مفصل الركبة، وهذا قد يكون حل ناجع بالإصابات الخفيفة، ولكن في حالة التمزق الصريح بالرباط الصليبي فإن المشكلة سوف تعود بمجرد عودتك للرياضة، أو ابتعادك عن تمارين تقوية العضلات، وعودة الإصابة لك مرة ثانية يؤكد هذا الكلام.

لا بأس من تأخير العملية لعدة شهور باعتبارك مقبلا على الزواج، ولكن ليس لفترة طويلة، لأن ذلك سوف يضر بالمفصل، ويؤدي إلى حدوث خشونة بالمفصل نتيجة عدم الثبات، وعملية المنظار حاليا تأتي بنتائج جيدة، لذلك ننصحك بها.

أما التأثير على الزواج، فليس هناك تأثير على القدرات الجنسية، ولكن من الممكن أن يؤثر على الركبة إذا تم تحميل أوزان عليها، لذلك عليك بالوضعيات التي لا تتطلب وقوف أو ثني كامل لمفصل الركبة.

لذا ننصح بما يلي:
- عدم حمل الأوزان الثقيلة خلال هذه المدة.
- عدم سحب ودفع الأشياء الثقيلة أو ذات الحجم الكبير.
- تجنب إجراء دوران الجسم والقدم ثابتة على الأرض.
- عدم إجراء ثني الركبة الكامل، ولا بأس من الصلاة وأنت جالس على كرسي.
- طلوع السلم بالقدم السليمة، والهبوط بالقدم المصابة، هذا يخفف الحمل على الركبة المصابة.
- الابتعاد عن ممارسة أي رياضة تتطلب جهد على الركبة: كرة القدم، كرة السلة، الجري، تنس الطاولة.
- ارتداء حزام داعم للركبة، ولا بأس من إزالته عند النوم أو الراحة.

وأخيرا نسأل الله أن يبارك لك في زواجك، ويرزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً