الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعرق وأتوتر عندما أصلي في المسجد أو ألقي كلمة.. هل حالتي نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ضربات القلب السريعة بعد الأكل, ويأتيني انتفاخ في البطن وغازات، مع العلم أني لا أمارس الرياضة، ودائمًا في فترة الجلوس لا أمشي كثيرًا.

وأعاني من القلق والوسواس, فإذا سمعت أن فلانا مات بسبب مرض ما, يصيبني التوتر وزيادة ضربات القلب والتوهم أن قلبي فيه خلل، هذه الحالة كانت قبل سنتين فتخلصت منها بدون أي أدوية, ولكنها عادت قبل بضعة أيام، وأصابني الخوف الشديد.

ذهبت إلى طبيب عام، وقال لي إن ضغطي مرتفع، وضربات قلبك عالية، ولديك انتفاخ وغازات كثيرة في البطن, فخفت بشدة؛ لأن الضغط المرتفع يسبب أمراضا مزمنة كما سمعت عنها.

أعطاني دواءً مهدئا يسمى برولول جرعة 10 فاستخدمته قبل عدة أيام، وكان المفعول فوريا, ولكن بعد 3 أيام ابتعدت عن الدواء، فأصبحت حالتي مستقرة، ولكن قبل يومين عادت مجددا, ضربات القلب السريعة والخوف.

فأنا منذ الصغر أخاف أن أخرج مثلا لألقي كلمة أمام الناس, وأحيانا أخاف أن أذهب لأصلي صلاة الجماعة خوفا أن أموت وأنا أصلي أو أحرج أمام الناس بسبب إني أتعرق كثيرًا عندما أتوتر, مع أني دائما أصلي في البيت -والحمد لله- لا أعرف هل حالتي رهاب نفسي أم ماذا؟ لأنه في بعض الأحيان تأتيني الجرأة وأكون عاديا جدًا لمواجهة أي شيء، ومواجهة مجموعة من الناس, ولكن أحيانا كثيرة لا أستطيع الذهاب إلى الجامع أكون متوترا وخائفا، فشخصيتي متقلبة كثيرة، فأنا حاليا اجتماعي منعزل.

فهل تنصحوني أن أستمر على الدواء؟ وهل له أعراض في للمستقبل؟ لأنه إذا أخذت الدواء أشعر بنعاس في بعض الأحيان, وأخاف أن أدمن عليه مستقبلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو قلق وتوتر، زيادة ضربات القلق والغازات من المعدة والانتفاخ وحتى ارتفاع ضغط الدم السستولي، وهو ضغط الدم الذي يكون فوق الخط، أيضًا قد يكون عرضًا من أعراض القلق والتوتر، عندما يكون الشخص متوترًا وقلِقًا فإن ضغط دمه يرتفع.

معظم هذه الأعراض التي ذكرتها – يا أخي الكريم – يمكن أن تكون أعراضا بدنية أو جسدية نتيجة للقلق والتوتر، وأيضًا ذكرت أن عندك سمات شخصية منذ صغرك، وهي: الرهاب الاجتماعي، وعندك مخاوف مرضية، إذا سمعتَ أن شخصا مرض بمرض مُعيَّن تتوقع أن يصاب بهذا المرض، وهذه أيضًا من سمات القلق والخوف عندك، أي بصورة عامة: أنت تُعاني من قلق، به جزء مستمر من شخصيتك، وهناك أعراض بدنية للقلق واضحة عندك.

أما إذا جئنا للعلاج، فهذا العلاج الذي تتناوله، الـ (برولول) الذي كتبه لك الطبيب العام، هو (بروبرالانول)، أو ما يُعرف تجاريًا (إندرال)، وهو مفيد في تخفيف ضربات القلب، أي أن الإندرال مفيد في الأعراض الجسدية للقلق، وعلى رأسها زيادة ضربات القلب والتعرُّق والرعشة، ولكنّه غير مفيد في الأعراض النفسية مثل الرهاب الاجتماعي والخوف من الأمراض، غير مفيد في الأعراض النفسية للقلق والتوتر، مفيد في الأعراض الجسدية فقط، ولا يؤدي للإدمان، ولكن قد يؤدي إلى هبوط في الضغط، ويمكن التوقف عنه في أي وقتٍ، وأرى أن تستمر عليه مع علاج نفسي – أخي الكريم – مهم جدًّا، خاصة أعراض الرهاب الاجتماعي الذي عندك منذ الصغر، تحتاج إلى علاج نفسي، تحتاج إلى تملكيك مهارات معيَّنة لمواجهة هذا الرهاب الذي تعاني منه، وأيضًا للتخلص من الخوف المرضي، هذا يكون أفضل بعلاج نفسي، والإندرال لعلاج الأعراض الجسدية التي تعاني منها في الوقت الحاضر، مثل زيادة ضربات القلب وارتفاع الضغط، وعند زوال هذه الأعراض واستمرار حياتك والتخلص من هذا يمكنك التوقف من الإندرال أو البروبرالانول، فهو لا يسبب إدمانا، ويمكن التوقف عنه في أي لحظة عندما تنتفي الحاجة لاستعماله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً