الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القولون العصبي دمر حياتي.. بماذا تنصحوني حتى أشفى؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 26 سنة، أم لابنتين، أصبت في ولادتي الأولى قبل أربع سنوات باكتئاب النفاس -والحمد لله- شفيت بعد الأربعين، والآن ولدت منذ ثلاثة أشهر، وأصبت مجدداً بهذا الاكتئاب والقلق، وبعد أن ذهبت إلى بيتي وزوجي تحسنت حالتي، ولكن بعد ذلك بثلاثة أسابيع، ذهبت لزيارة أهلي وعاودني الاكتئاب، وأصبحت لا أستطيع النوم أبدًا بسبب آلام قولونية، وأعتقد أنها من القلق؛ لأني كرهت بيت أهلي لما فيه من مشاكل عائلية، ولما عدت إلى بيتي –الحمد لله- زوجي ساعدني بالخروج والتنزه، وتحسنت، ولكن الآن زوجي مسافر منذ يومين، وأعاني من القلق، وعدم النوم بسبب آلام القولون؛ لأني لا أريد أن أذهب إلى بيت أهلي.

علماً بأني ذهبت إلى طبيب نفسي، وأنا في فترة النفاس وأخذت حبوبا مهدئة للاكتئاب، والقلق، ولكنها سببت لي هيجانا وتوترا أكثر، وكأني أدور في حلقة مفرغة، وكرهت بعدها جميع الأدوية النفسية لا سيما أنها تسبب الإدمان لما رأيته لدى قريبتي التي تتعالج من الاكتئاب منذ 15 سنة وأكثر، ولم تجد نفعا تلك الأدوية، بماذا تنصحني حتى أشفى من آلام القولون العصبي الذي دمرني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونبارك لك المولود ونسأل الله تعالى أن يجعل ذريتك هم قرة عين لكما، أيتها الفاضلة الكريمة عسر المزاج الذي يعقب النفاس ظاهرة معروفة، والحالة تتفاوت وتتباين وتتأرجح ما بين الشدة وما بين أن تكون الأعراض بسيطة وتنتهي تلقائياً.

الذي يظهر لي أيضاً أن الظروف الحياتية لديك تلعب دوراً كبيراً في تحديد كيفية مزاجك، -والحمد لله تعالى- لا ألاحظ أبداً مما ذكر في رسالتك أن هنالك اكتئاباً مطبقاً حقيقة، قد يكون لديك أعراض ما نسميه باكتئاب القلق، لكن هذا يجب أن يعالج، وقطعاً اضطراب النوم علة رئيسية؛ لأنها تؤدي إلى الكثير من الإجهاد النفسي والبدني ومزعجة للإنسان، لذا يجب أن يعالج هذا، ولا أريدك أبداً أن تتخذي موقفاً سلبياً من الأدوية النفسية بالكيفية التي تحدثت عنها، لا، بالنسبة لقريبتك التي تتعالج نسأل الله لها العافية، وربما تكون حالتها بالشدة أو القوة التي تتطلب هذا العلاج، فلا نخلط القوالب كل إنسان له ما يناسبه.

والآن -الحمد لله تعالى- توجد أدوية سليمة وسليمة جداً، وأنت قلقك واكتئابك هذا مربوط بظرف معين، إذاً العلاج يجب أن يكون أيضاً ظرفياً أي ليس علاجاً دائماً ولا متواصلا هذا الذي أراه.

حالتك تحتاج لعلاج دوائي من شهر إلى 3 أشهر، وليس أكثر من ذلك أبداً، ولا أريدك أبداً أن تضغطي على نفسك أكثر مما يجب، واذهبي إلى الطبيب، وإن كنت مرضعة سوف يقوم الطبيب بإعطاء الدواء المناسب مثل عقار زوالفت مثلاً، وإن كنت غير مرضعة الريمانون أو الأيمتربتالين سوف تكون أدوية مناسبة، وفي ذات الوقت اجتهدي مع نفسك، افرحي بطفلك، كوني إيجابية التفكير، تجنبي النوم النهاري بقدر المستطاع، مارسي بعض التمارين الرياضية والاسترخائية، وتجنبي شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، واحرصي على أذكار النوم هذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك.

أسأل الله لك التوفيق والعافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً