الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت ومللت من الحياة، فهل أعاني من الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أعلم كيف أبدأ استشارتي، أنا فتاة، عمري 24 سنة، جامعية، أمي وأبي منفصلان منذ ولادتي, أخي الكبير يعاني من مرض انفصام في الشخصية، وأنا المسؤولة عن علاجه ومراجعته في المستشفى؛ لأنه يرفض العلاج، وأنه لا يعاني من أي مشكلة بنظره، فهو لا يسمع كلام أمي وأخي الأوسط ولا يستجيب لهم فحملت أنا المسؤولية كاملة.

مشكلتي أنني بدأت ألاحظ على نفسي الاكتئاب والحزن، وأنه لا يوجد شيء يحمسني للحياة، وأعاني بشدة من المزاجية في هذه الأيام ووصلت لمرحلة أنني لا أريد محادثة أقرب الناس حتى صديقاتي وأتجاهلهم طوال الوقت، وأحس بوجود غصة في حلقي، وضيق في صدري، ولا أعلم لماذا, فأنا مسؤولة عن أشياء أكبر مني في البيت، وأبي لا يسأل عني ولا يهتم لشؤوننا, وعندما أجلس مع أمي كلامها كله سلبي، وأنها تعبت من إخواني ومسؤوليتهم كبيرة، ولمجرد جلوسي معها لنصف ساعة يزداد شعوري بالحزن والضيق، وأحاول إقناعها أن الحياة لا تخلو من المشاكل، وفي أغلب الأوقات عندما تبدأ وتعيد لي نفس الكلام كل يوم لا أتمالك نفسي فأنهار من البكاء، وأخبرها أنني تعبت ومللت من الحياة، وأنني لا أعرف طريقا لأخرج نفسي من هذا الضيق.

حياتنا لم تكن سهلة فقد عانينا كثيرا، وأمي عانت أكثر مني، ولكنني بسبب هذا الحزن والضيق أفضل عدم الجلوس معها معظم الوقت, فأنا لا أريد إقناع نفسي أنني أعاني من اكتئاب ولو كان بسيطا، ولكني أحتاج لشخص يفسر لي هل حالتي طبيعية، أم أنني أعاني من مشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنتِ تعانين من ضغوط نفسية وضيق وتوتر، بالنسبة للظروف الصعبة التي تعيشينها، انفصال الوالدين، وعدم تأقلم الأم مع هذا الوضع، وذلك واضح من خلال شكواها الكثيرة وتحمُّلك عبئا علاج أخيك المصاب بالفصام، ومعروف أن مرض الفصام مرض مزمن ويحتاج إلى عناية كبيرة من الأهل، ويعمل ضغوطًا شديدةً جدًّا على أفراد الأسرة والعائلة، ونسأل الله أن يجزيك خير الجزاء بما تقومين به.

البكاء والضيق شيء طبيعي للضغوط التي تمرين بها، ولا تجدين سندًا - كما ذكرتِ - وإذا لجأت لأمك فهي أيضًا تحتاج إلى سند ودعم نفسي. في بعض البلدان هناك جمعيات أصدقاء تكون من الأسر، من الأشخاص المصابون بمرض الفصام، هذه الجمعيات تلعب دورًا كبيرًا في الدعم النفسي للأسر، إذ يلتقي الشخص بأُناسٍ يُعانون نفس المشاكل التي يعاني منها، فهذا يُريح الشخص كثيرًا، ويقومون بدعم بعضهم البعض، وأحيانًا حتى الدعم يكون في شكل مادي أو مساعدة مثلاً في الحصول على دواء - أو هكذا - .

فلا أدري إذا كانت هناك جمعية من هذه الجمعيات في البلد الذي تعيشين به، وذلك سوف يساعدك مساعدة كبيرة في تخفيف الضغط والعبء الذي تحملينه -يا أختي الكريمة-، وإلَّا فعليك التواصل عن طريق النت والشبكة العنكبوتية، فقد تجدين فيها أيضًا جمعيات عالمية أو في المناطق القريبة منك، سوف يقومون أيضًا بإعطائك إرشادات معينة وكيفية التعامل مع مريض الفصام، وسوف يدعمونك نفسيًا في كيفية التعامل مع مشاعر القلق والضيق والاكتئاب الذي تعانين منه بسبب هذه الضغوط، وهذا طبيعي لمثل وضعك.

وإذا كل هذا غير ممكن، فيمكن أن تتواصلي مع معالج نفسي فقط لإعطائك مزيدًا من الدعم النفسي من خلال التحدُّث عن المشاكل وإخراج ما في صدرك من ضيق وهواء ساخن.

وفقك الله وسدد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً