الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد استخارتي في أمر ارتحت ولكن ينتابني قلق، فما الحل؟

السؤال

منذ فترة صارت مشكلة بيني وبين شخص، ولنا سنة ونصف مع بعضنا، وصارت مشكلة بيننا وقررت الاستخارة، وبعد نحو أسبوع من الاستخارة كل ليلة شعرت أن صدري انشرح لها، وحبي لها زاد.

بعد الاستخارة اقتربت من ربنا كثيراً، وأصبحت مواظباً على الصلاة، أقوم كل ليلة أصلي قيام الليل، لكن توجد مشكلة وهي الوسواس والقلق؛ فكلما غاب هذا الشخص عني أصبحت أوسوس كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونشكر لك التواصل، ونؤكد بداية أن القلق والخوف يستطيع الإنسان أن يتخلص منهما بقربه من الله، بلجوئه إلى الله، بتوكله على الله، باستعانته بالله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد أن المشكلة إذا كنا قد فهمناها، فأنت تشير أن هذه علاقة بينك وبين فتاة مثلاً، إذا كان الأمر كذلك، فندعوك أولاً إلى أن تضع العلاقة في إطارها الشرعي، ونحب أن نؤكد أن الأمر الذي لا يبنى على القواعد الشرعية، هو مصدر للقلق والاضطراب والمشكلات، التي يمكن أن تواجه الإنسان.

ما حدث من صلاة الاستخارة أحسنت فيها، فالاستخارة هي طلب اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وطلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى، وكونك تتقرب إلى الله وتواظب على الصلاة كل ذلك أمر جيد ومقبول، لكن أن يزيد الوسواس أو يزيد القلق كلما يغيب هذا الشخص المذكور أو هذه المذكورة، هذا هو الأمر الذي نريد أن نقف عنده، فيا ترى هل هذه العلاقة تقوم على قواعد الشرع التي ترضي الله تبارك وتعالى، هل هي علاقة في الطاعة، هل هذا الميل على أسس وقواعد صحيحة؟ إن كان ذلك كذلك فأرجو أن تكملوا المشوار، في هذا الجانب.

من المهم أن يكون المؤمن معمراً قلبه بحب الله تبارك وتعالى، فإننا نحب الله ثم ننطلق في حبنا للأمور الأخرى من حبنا لله، فنحب ما يحبه الله وما يرضاه الله، وما جاء به الرسول -صل الله عليه وسلم-، الذي نحبه كذلك.

إذا أراد الإنسان أن يكوّن علاقة فينبغي أن يبنيها على القواعد الصحيحة، فالعلاقة الشرعية تبدأ بالمجيء للبيوت من أبوابها، والعلاقة مع الناس أيضاً تكون في حدود، فلا مجال أن يأخذ هذا الحب مكانة أكثر مما يستحق، فالمؤمن يعمر قلبه بحب الله ثم يحب الآخرين، انطلاقاً من قواعد الشرع وآدابه.

لا أدري مسألة الوساوس التي تحدث، أنت تخاف من ماذا؟ هذه أمور نحن نحتاج فيها لمزيد من التفصيل، ونكرر الترحيب بك في الموقع، حتى نستطيع أن نصل إلى الإجابة الواضحة المناسبة.

نتمنى أن يكون في هذا الذي أشرنا إليه ما يفيدك، ونرجو أن نكون بداية قد فهمنا سؤالك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً