الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أخرج وأقابل أعمامي وأخوالي الرجال، فما حل هذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، لدي مشكلة منذ الصغر منذ عمر 5 سنوات، وهي أني أخاف من أقاربي الرجال -الأعمام والأخوال-، ولا أظهر لهم، وإذا حدث لقاء أخاف وأختبئ، وإذا فكرت بأن أتشجع وأخرج لهم أخاف وأتوتر وأبكي، وتزداد دقات قلبي، وإذا فاتحني أحد بهذا الموضوع أبكي، لقد سبب لي إحراجا وقطعا للرحم، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا نوع من الخوف المكتسب، أي الذي قد يكون نتج من تجربة سلبية في الصِّغر، والتجربة السلبية ليس من الضروري أن تكون أفعالا سيئة حدثت، قد تكون مجرد فكرة، مجرد كلام استمعت إليه، مجرد نوع من التخويف الذي يقوم على مفاهيم خاطئة، وأصبحت الفكرة متكونة لديك، وغالبًا هي من الصغر -كما تفضَّلت- وبعد ذلك حدث ما يُسمى بالارتباط الشرطي، يعني: في أي وقتٍ تُشاهدين فيه أحد هؤلاء الأقارب من المحارم يبدأ لديك الخوف والفزع، وهذا يؤدي إلى التجنُّب والابتعاد.

هذا هو التفسير العلمي لهذه الحالة التي تمرين بها، والعلاج يكون في أن تدخلي في مراجعات فكرية ونفسية مع نفسك، (هذا تفكير غير مقبول، نتج عنه تصرف غير اجتماعي وغير صحيح، ولابد أن يُرفض من جانبك)، الإنسان يجب ألا يقبل كل الأفكار التي تأتيه، أو المشاعر التي تتسلط عليه، أو حتى الأفعال التي يريد أن يقوم بها، لابد أن يكون هنالك نوع من الحكمة والكياسة أو التصفية والفلْترة، لنقوم بعمل ما هو جيد وسليم، ونتجنب ما هو سلبي وغير صحيح.

إذًا الخطوة الأولى هي تغيير الفكر حول هذه المخاوف، وأنها يجب أن يتم تجاهلها وتحقيرها وعدم قبولها.

والخطوة الثانية هي: يمكنك أن تستفيدي من أحد إخوانك مثلاً أو أخواتك، وتكوني في رفقتهم، حين يحضر أحد هؤلاء المحارم، وتذهبي وتُسلمي عليه في وجود الرفقة الآمنة، وتقولي لنفسك (لماذا لا أكون مثل أختي أو مثل أخي أو مثل أمي.... وهكذا).

إذًا الرفقة الآمنة تؤدي إلى ما نسميه بالتعريض أو التعرض، وهذا يكون متدرِّجًا، بمعنى أن يُكرر، وبهذه الكيفية والوسيلة تستطيعين إن شاء الله تعالى أن تتخطي هذه الصعوبات، وتذكري أيضًا موضوع الأجر والثواب المتعلق بصلة الرحم، وأريدك أن تتدربي على تمارين استرخائية مثل التي أوردناها في استشارة إسلام ويب، والتي رقمها (2136015)، هذه التمارين مهمَّة، لأنها تؤدي إلى هدوء نفسي داخلي، وهذا يُقلل الخوف والتوتر.

وعلى الصعيد العام أعتقد أنك تحتاجين لأن تطوري شخصيتك من خلال القراءة، الاطلاع، التواصل الاجتماعي مع صديقاتك وزميلاتك، وأن تكون لك أنشطة، إذا كنت مثلاً في الجامعة -في مرحلة الدراسة- وإذا لم يكن كذلك الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن، أو أي جمعية ثقافية أو اجتماعية أو خيرية، هذا يعطيك المجال لبناء مهاراتك الاجتماعية والنفسية والتي تُساعدك لتجاوز وتفادي هذه المخاوف.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً