الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تعيش حالة نفسية سيئة بسبب رفض طلبها في الجامعة، كيف أساعدها؟

السؤال

السلام عليكم..

أولًا: أشكركم على مساعدتكم لنا، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

ثانيا: عمري 18 عامًا، وهذه آخر سنة لي في الثانوية، ولدي أخت -حفظها الله وإياكم- تبلغ من العمر 19 عامًا، الجميع كان يتوقع لها مستقبلًا باهرًا، لأنها من الأوائل على مستوى المدينة التي نعيش فيها، تحب الجميع، وتساعد الآخرين، والكل متفق على حبها، وبسبب اجتهادها وتعبها في الدراسة كان طموحها دراسة الطب، وكانت دائمًا تفكر بمستقبلها، وعندما تخرجت من الثانوية العامة، وفي إجازة الصيف التي مدتها 3 أشهر، ولأننا في دولة غير عربية، ومن الصعب قبول الأجانب في جامعاتها الحكومية إلا بمنحة، وتستغرق مدة الرد شهرين.

قدمت على 3 جامعات كبيرة بسبب تحصيلها العلمي المرتفع جدًا، وكانت مدة الرد على الطلب شهرين، فهي بتلك المدة تعيش حالة قلق، نصحها أبي بأن تقدم أوراقها لجامعة خاصة، فرفضت خوفًا من التكلفة العالية على أبي، لأن وظيفته بسيطة، فهو لم يمنعها، والسفر كان صعبًا جدًا بسبب خوف أمي عليها، ولأن لدي ظروفي الصحية، فلا أستطيع مرافقتها، وبعد فترة شهرين رفض طلب أختي وأحبطت إحباطًا شديدًا جدًا، وتغيرت حالتها النفسية إلى أسوأ حالة، وكانت تتكلم معي في تلك المدة، ولا تخبئ عني شيئًا، لأنني الأقرب لها، وبدأت الدراسة، وأصبحت في المنزل، كنت ألاحظ عليها العزلة، وترفض الخروج بشكل كبير، وتبكي بشدة، وأصبحت عصبية جدًا جدًا، فهي بطبيعتها حساسة جدًا، وقالت لي: إنها لا تريد أن تتحدث معي أو مع أي شخص آخر بسبب الاكتئاب، وأنا والله أراعي مشاعرها وأعاملها بأسلوب طيب، وأهتم لها كثيرًا، لأنني أحبها كثيرًا، وكنت أقرأ عن الاكتئاب وعلاجه، فطبقت كل الحلول، لكن لا جدوى.

أريد سعادتها، أريد أن تعود ابتسامتها السابقة، فهي تعيش حالة نفسية سيئة جدًا، لا يعلم بها إلا الله، علمًا أن الترم الأول انتهى، وبعد عناء شديد درست في كلية صغيرة بتخصص ضعيف جدًا، ولا يتناسب مع طموحاتها، وأنا استبشرت خيرًا لأنها تحب العلم، ولكني صدمت بانتكاسة حالتها النفسية مرة أخرى بسبب بعض المضايقات التي تحصل لها في الكلية، بسبب حالتها النفسية، وبسبب سوء الإدارة والأنظمة، وأصبحت تلتزم الصمت، ومزاجها سيئ، وتحب العزلة وتفضلها بشدة، وتحاول أن تتجنبني.

انتقلت إلى مدينة قريبة من المدينة، بسبب العلاج، وكنت أتحدث معها بشكل شبه يومي، فهي حزينة وتشعر بالخوف بسبب مرضي، ومن فقدي، ولكن الآن لم أعد أتحدث معها بشكل قوي، لأنها تفضل الوحدة، ولا أريد أن أضغط عليه، فأنا خائف بأن يتطور الاكتئاب ويصعب علاجه.

أرجوكم ساعدوني، فليس لي غيركم بعد الله، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nassr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: لله درك وأنت في هذه السن الصغيرة تهتم هذا الاهتمام الشديد بأختك، تحمل همها، وتشاركها الأحزان، وتحرص على تقدمها بالرغم من مرضك، فنسأل الله لك الشفاء ولها أيضاً التخلص من هذا الاكتئاب.

يا أخي أنا من رأيي أن تشرك والديك في موضوع أختك طالما هي بعيده الآن عنك، وأنت مريض أيضاً، ولا تستطيع التواصل معها، فمن رأيي أن تشرك الوالدين، فالوالدان هما أقرب إلى تقييم الأمر بصورة منطقية، وإذا رأوا أن أختك تحتاج إلى تدخل طبي فيجب أخذها إلى طبيب نفسي لفحصها، ومن ثم اتخاذ الرأي هل تحتاج إلى تدخل علاجي أم لا.

قد يكون هذا رد فعل واكتئابا وحزنا، وانشغالها مع الكلية الصغيرة الآن كما ذكرت قد يذهب كل هذه الأشياء، ولكن إذا استمر هذا الشيء، وأثر عليها بالذات في أدائها الأكاديمي، وهي المتفوقة دائماً، وفي علاقتها مع الآخرين، فيجب على الوالدين أن يعلما بهذا الأمر، وإن كانت تبوح لك أنت بالسر فيجب أن تعلم والديك من أجل مصلحة أختك، وعليهما التدخل لأخذها إلى طبيب نفسي للكشف عليها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً