الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تصرف الزوجة مع والد زوجها الذي يسيء معاملتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرسل إليكم مشكلتي التي تؤرقني منذ فترة طويلة، فأنا سيدة متزوجة منذ25 عاماً، ولي 3 أبناء، وما يؤرقني هو والد زوجي الذي يبلغ من العمر حوالي 65 عاماً، وقد كان يقيم معنا في شقتنا الصغيرة لمدة طويلة بالرغم من أن له أسرة وزوجة وأبناء، وله معاش كبير يضمن له وأسرته حياة كريمة، وله أيضاً منزل كبير.

كنت راضية بذلك وصابرة على سوء معاملته لي حتى مرضت زوجته مرضاً شديداً فرفض أن ينفق على علاجها، وجاء ليقيم معي مرة أخرى؛ مما جعلني أستاء منه أنا وزوجي! وأخذ حماي يوقع بيني وبين زوجي ويطلب منه أن يتركني وأبنائي ليقيما معا.

ذات مرة أخذ زوجي إلى زيارة عائلية ولحقت بهم دون علم زوجي؛ ففوجئت به يرتب لزواج زوجي بفتاة سيئة السمعة! وأيضاً يحرض زوجة أخيه على الطلاق ليتزوجها هو؛ مما جعلني أفر بزوجي، وأرفض بقاء هذا الرجل الذي أشعر أنه غريب معي في شقتنا المكونة من غرفتين وصالة! إلا أني أخاف أن أكون آثمة في ذلك، أرجو إفادتي بالطريقة التي أتعامل بها مع هذا الرجل دون أن أغضب الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عمّا قدّمت خيراً، وأن يُديم ما بينك وبين زوجك من مودةٍ وتفاهم وسعادة واستقرار وثقة.

بخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن تصرفات حماك تصرفات مزعجة وغير طبيعية، ويبدو أنه شخصياً لديه بعض المشاكل الخاصة التي أدت به إلى سلوك هذا المسلك الغير منطقي، حتى وصل به الحال إلى أن يقصر في حق زوجته ولا ينفق عليها، ثم يقوم بالتحريض على أمور من شأنها إفساد العلاقة وتدمير السعادة بين الرجل وزوجته، وأعتقد أنه شخصية غير طبيعية، وأنه ليس في وضع عقلي طبيعي، ومثل هذا ينبغي أن تراعى ظروفه، وأن يوضع سنه في الاعتبار، وكون زوجك وقف معك ولم يستجب لرغبات والده، فهذه نعمةٌ من الله فاحمدي الله عليها، وخدمة حماك ورعايته ليست مسئوليتك شرعاً، وإنما هذه مسئولية زوجته وأولاده.

كونك قمت بذلك الفترة السابقة فهذا عملٌ تؤجرين عليه أجراً عظيماً من الله تعالى، وهو نوع من البر والإحسان والوفاء لزوجك، ومن حقك شرعاً أن تعتذري بلطف وأدب لزوجك عن استضافة والده ما دام هذا هو طبعه وسلوكه، وعلى زوجك أن يعلم أنه يجب عليه شرعاً أن يكرم والده ويحسن إليه غاية الإحسان مهما كان سوء تصرفه وطباعه.

أعتقد أن الأمر ما دام كما شرحتِ في رسالتك فأنت شخصياً ليس عليك شيء تجاهه شرعاً، ولكن يلزمك مع ذلك احترامه وتقديره، وعدم إشعاره بكراهيتك له أو منعه من زيارة ولده وأحفاده، وأن تحسني إكرامه وضيافته كما لو كان والدك تماماً، وألا تشعريه بعدم الرغبة في وجوده، وإنما قابليه بأدبٍ واحترام، وأكرميه غاية الإكرام، أما الإقامة في بيتك، فمن حقك أن تعتذري لزوجك عن عدم استعدادك لذلك منعاً للمشاكل، وأنه لا مانع لديك من إكرامه واحترامه وتقديره خلال زياراته القصيرة.

اعلمي أن ما تفعلينه لوالد زوجك يحظى بتقدير زوجك ولا ينساه لك، وفوق ذلك رضوان الله عنك، وعما قريب ستحصدين ثمار ذلك في أولادك مستقبلاً إن شاء الله.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات