الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوار منذ عدة سنوات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أتقدم لكم بخالص الشكر والعرفان للموقع ومن يعمل فيه.

أنا شاب أعمل في مجال الطوارىء، وأشاهد العديد من الحالات، أعاني منذ عدة سنوات من الدوار، وعدم الاتزان بالمشي، أو أثناء الوقوف، وعند الجلوس أشعر بدوار خفيف أحياناً.

في كثير من الوقت، وبشكل دائم أشعر بذلك أثناء وجبة العشاء، كنت أقيس الضغط فأجده طبيعياً، علماً أن لدي صعوبة في الهضم، ومشاكل هضمية، وحموضة، وارتجاع، وتأتيني نوبات عدم توازن ليست دائمة، لكنها تتعبني فكرياً، فهل تكون تلك الأعراض سبباً في الدوار؟

حاولت عمل أشعة رنين، أو أشعة مقطعية، ولكن الفوبيا من الأمراض منعتني، خاصة عند التركيز، أو عند عمل أي حركة من جسمي أشعر بالدوار، وأشعر بألم خفيف في الرأس، علما بأنني كثير السهر، وأستعمل هاتفي النقال بكثرة.

ذهبت لعيادة الأنف والأذن، وتم فحصي بالوقوف ورفع اليدين، وصرف لي أدوية لعلاج الأذن الداخلية، ولكنني لم آخذ العلاج، مما جعلني لا أتقدم، ولا أشعر بالتحسن، مما أثر عليّ في صلاتي، كما أشعر بألم مستمر في فقرات الرقبة الخلفية، فما تشخيصكم لحالتي؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المفترض أن يلتزم المريض بالعلاج الذي يصفه له الطبيب، وإلا فما المعنى من زيارة الطبيب؟ أنت تعمل في المجال الطبي، ولذا عليك أن تكون متفهما لهذا الأمر، فالإنسان يمرض ويشفى، وقد أنزل الله الداء، وأنزل الدواء، فلماذا هذا التردد وعدم أخذ الدواء، أو إجراء الاستقصاءات؟

ارجع للخطوة الأولى واذهب للطبيب المختص، واترك له حرية العلاج واستخدمه, وهو على الأغلب، ومن خلال الفحص تمكن من تشخيص أن سبب الدوار من أسباب لا تتعلق بالجهاز العصبي المركزي، كالدماغ والتراكيب العصبية المحيطة به, وإنما من الأذن الداخلية، أو أسباب أخرى محيطية، ولذا وصف لك الدواء في المرة الأولى.

عادة في مثل هذه الحالة، وبعد إجراء اختبارات التوازن، وتشخيص سبب الدوار بأنه محيطي، نعطي علاج البيتا سيرك 16 حبة ثلاث مرات، وفيتامين ب المركب حبة يوميا، لمدة تتراوح من شهر وحتى ثلاثة أشهر.

بالإضافة للعلاج الدوائي، وربما الأهم منه هو المعالجة الفيزيائية للدوارن وهي بتمارين الوقوف مع إغماض العينين لفترات متزايدة في غرفة، بعيدا عن أي زاوية حادة (خوفا من إصابتك بها), كما يمكن إجراء تمرين المشي خطوة واحدة للأمام، والرجوع خطوة للخلف، مع إغماض العينين، ثم تطوير التمرين لخطوتين ثم ثلاثة كحد أقصى.

هذه التمارين مع إغلاق العينين تفيد كثيرا في تحسين الشفاء من الدوار المزمن، وتمرن الدماغ على تعويض النقص في وظيفة الأذن الداخلية لحين شفائها التدريجي.

في حال الشك بأسباب عصبية مركزية (دماغية), أو في حال فشل العلاج الدوائي، وتمارين المعالجة الفيزيائية نطلب التصوير بالرنين المغناطيسي النووي للدماغ لنفي أي إصابة عصبية مركزية.

فعليك بالتزام العلاج، وفي حال الفشل يجب إجراء التصوير، وإلا ستبقى في دوامة الوساسوس والمرض، ولن تتحسن حالتك التي قد تكون أساسا نفسية المنشأ، وتتحسن لوحدها مع الزمنن والسيطرة على وسواس المرض.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية Saad

    بارك الله فيكم يادكتور على حسن الرد والتعامل بجدية بالاجوبه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً