الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحقد وأكره الفتيات اللاتي يتزوجن قبلي.. كيف أصفي قلبي؟

السؤال

عمري 23سنة، أحب ديني كثيرا، أدرس بالجامعة، لكني أحقد وأكره جميع الفتيات اللاتي يخطبن أو يتزوجن قبلي.

أتمنى أن أتخلص من هذا المرض، حاولت كثيرا، لكن بلا جدوى، فبدون وعي أرى نفسي أحقد عليهن جميعا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه هو داء الحسد، وهو: تمنِّي زوال النِّعمة عن الغير، وهو نوع من أنواع الظلم؛ لأنه في جوهرِه اعتِراضٌ على عطاء المنعم سبحانه، والحسد خلق ذميم، وصفة وضيعة حقيرة لا تكون إلا في النفس العاجزة المهانة التي تعجز عن فعل الخير، وتتمنى زواله من غيرها حتى يكون العاجز والعامل سواء، لذا حرمها الإسلام، ونهى عنها وذم صاحبها.

ومن أهم أسباب الحسد:

- ضعف الإيمان وقلة التقوى في النفس.
- سوء التربية والتنشئة الأولى للشخص.
- مجالسة الرفقة السيئة المتصفة بالحسد فتتأثر النفس بأخلاقهم.
- السخط على قضاء الله تعالى، فيحسد الآخرين على ما منحهم الله تعالى إياه.
- عدم القناعة بما أعطاه الله من النعم والتطلع لما عند الآخرين.
- التكبر والعداوة، والتعلق الزائد بالدنيا ونسيان الموت والدار الآخرة.
وغيرها من الأسباب.

أما علاج الحسد فيتمثل بالآتي:
- قطع أسباب الحسد كلها والتخلص منها.
- أن يعلم الإنسان أن الحسد ضرر عليه في دنياه وآخرته، وأنه مهما فعل فلن يبلغ في الضر بالمحسود غايته.
- أن يرضى العبد بقسمة الله له، وأن يتسلى عما لا يحصل له من النعم بما يتعلق بها من هموم الدنيا وحساب الآخرة.
- أن يكلف الإنسان نفسه عكس ما يأمره به الحسد، فإن أمره بالحقد والقدح في المحسود، كلف نفسه مدحه والثناء عليه، وإن حمله على التكبر عليه، ألزم نفسه التواضع له، وإن بعثه على كف الإحسان إليه، ألزم نفسه زيادة في الإحسان والإكرام.
- الرضا بالقضاء والقدر مع الأخذ بأسباب حصول النعمة.
- الدعاء والتضرع إلى الله أن يذهب عنه هذا المرض، فإن الشفاء بيده سبحانه.

وعليه ننصحك بالتوبة من ذلك الذنب، ومحاولة علاجه بما سبق من الوسائل وتدريب النفس على تغيير هذه الصفة السيئة، فإنها سبب لمقت الله سبحانه للعبد وحرمانه من بعض النعم.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً