الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني الهلوسة واضطرابات النوم وتقلبات المزاج، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي بعمر 33 سنة، يعاني من مرض الاضطراب ثنائي القطب منذ 10 سنوات، واستخدم أدوية كثيرة من غير استشارة طبيب نفسي، وكان متحكما في نفسه إلى بعد الزواج، آخر دواء كان يستعمله لامكتال وقد توقف عنه، وأخذ مضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات abo-amitriptyline، بدأ بجرعة 25 مليجراما حتى وصل إلى 100 مليجرام، لمدة 8 شهور.

بعدها دخل في مرحلة هوس خفيف، وتطور الأمر حتى وصل إلى عدم النوم لمدة خمسة أيام، وبدأ يستشير أطباء نفسيين، فصرف له أحدهم ريسبريدال 4 مليجرام يومياً في المساء، وديباكين صوديوم 500 مليجراما يومياً بعد الأكل، وكويتا 200 مليجراما عند النوم، وما زال مستمراً في أخذ الأدوية منذ 10 أيام، ولكن بلا نتيجة، فما زال يلهوس، ومزاجه متقلب باستمرار، ولكن تحسن في الأكل والنوم.

يعاني من هذه الحالة منذ شهر، وكان رافضاً للعلاج إلى قبل عشرة أيام، حيث بدأ يستخدمه، ولا يدري أنه علاج نفسي.

بارك الله فيك يا دكتور، هل يجب مراجعة الطبيب ليرفع الجرعة أم العلاج يحتاج إلى وقت طويل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من اضطرابات النفسية التي دائماً يجب أن يتم متابعتها مع الطبيب النفسي متابعة دقيقة، وباستمرار في حالة النوبة، وفي حالة الوقاية، ومن الأشياء المهمة أحياناً تجنب إعطاء مضادات الاكتئاب لمرضى اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأنه كما حصل مع أخيك، مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى حدوث نوبة هوس، حتى في حالة حدوث نوبة اكتئاب في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فيجب أن تعالج هذه النوبة بمثبتات المزاج، وليس بمضادات الاكتئاب هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أخوك بدأ يأخذ العلاج قبل 10 أيام، وتحتاج مثبتات المزاج في المقام الأول لأسبوعين لتبدأ العمل، وعندما يبدأ العلاج يحتاج إلى فترة شهر ونصف حتى تزول الأعراض، ويرجع طبيعيا، ولكن لا غضاضة من مراجعة الطبيب، لأنه يفضل دائماً في حالة نوبة الهوس أن نبدأ بجرعة كبيرة في البداية للتغلب على الأعراض بسرعة، لإحداث التهدئة بسرعة، لأن نوبة الهوس يكون فيها نشاط كثير وحركة، وقد تؤدي إلى أن يحدث الشخص ضرراً بنفسه.

طبعاً من الأشياء المهمة في نوبة الهوس، أن معظم المرضى لا يعتقدون بأنهم مرضى، ولا يتعاونون في العلاج، وفي أحيان كثيرة نضطر إلى علاجهم رغما عنهم أو بالحيلة أو بالمثابرة، وحسناً فعلتم أنكم استطعتم أن تعطوه الأدوية.

من الأفضل أن تراجعوا الطبيب، وقد يزيد جرعة الكويتا مثلاً من 200 مليجراما، أو يزيد جرعة الصوديوم فلبيريك لأن 500 مليجراما قليلة، وكما قلت بعد الزيادة أنه يحتاج إلى وقت حتى تزول كله هذه الأعراض.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً