الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الأماكن المغلقة والخروج وحيدا فهل السبرالكس مفيد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحتاج مساعدتكم وأشكركم مقدما على تعاونكم مع الناس.

عمري 33 سنة، تعرضت إلى موقف في أيام الكلية، حيث أقفلت علي أبواب القسم، تحملت الموضوع رغم ما تعرضت له حينها، وازداد الخفقان، وعشت في حالة من القلق.

بعد عدة أشهر كنت في السيارة، وجلست بها بسبب الأمطار القوية، شعرت بالضيق بشكل شديد جدا، وبعد تلك الحادثة تدهورت حالتي، صرت أشعر بالضيق والقلق وضيق التنفس، واكتشفت أن القولون هو السبب، بعد فترة تعرضت لألم شديد في القولون بعد حمل الأشياء الثقيلة، وفقدت السيطرة على نفسي، وعدت إلى المنزل إلى أن تغلبت عليه.

ذهبت إلى عمّان، وأعطوني تربتزول، ولم أستمر عليه وتركته، وفي بغداد قابلت أحد الأطباء ووصف امبرامين لفترة زمنية ثم تركته، كلما أبتعد عن البيت أشعر بالضيق، حينما أكون بالعمل أرغب أن أعود للمنزل، فالمنزل مثل قاعدة الأمان، وأعرف أن ذلك حالة نفسية.

في أيام النوبة القوية مررت بكل شيء وشعرت به، وإلى الآن آثار النوبة مستمرة، أعاني من التعب وضيق التنفس، لا يمكنني السفر، وعائلتي تشعر بالإحراج مني، أريد التخلص من معاناتي، كلما أبتعد عن بغداد أو البيت تراودني الحالة، وأكح.

أريد شيئا لمساعدتي، أريد حياتي الطبيعية، قرأت في موقعكم بأنكم تصفون علاج السبرالكس بجرعات محددة، وأريد تناولها وفق إرشادكم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك في الأول قد تكون نوبة من نوبات الهلع، أو ضيق وتوتر على أي حال، وبعد ذلك حصل لك نوع من الرهاب، أو رهاب الساحة، أو رهاب الخلاء، وهو الخوف من ترك المنزل والخروج لوحدك، هذا واضح الآن ما يحصل معك.

الـ (تربتزول)، لا يُعالج الرهاب، ولكنه يُعالج الاكتئاب النفسي، وكذلك الـ (إمبرامين)، يُعالج نوبات الهلع، ولكنّه لا يُعالج الرهاب، أما الـ (سبرالكس)، فهو يُعالج الرهاب، وجرعته عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة خمسة مليجرامات بعد الأكل، بعد الغداء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة عشرة مليجرامات، وعندما تزول هذه الأعراض وتستطيع مغادرة المنزل لوحدك فعليك بالاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة إلى تسعة أشهر، ثم بعد ذلك أوقف العلاج بالتدرُّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه نهائيًا في مدة شهرٍ كامل.

وإذا استطعت -أخي الكريم- أن تتواصل مع معالج نفسي ليُعطيك علاجًا أو دروسًا في العلاج السلوكي المعرفي فهذا أيضًا يكون مفيدًا مع العلاج الدوائي، إذ الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هولندا عمر السليماني

    جزاكم الله خيرا دكتور. وشافى الله أخانا وعافاه من كل داء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً