الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إنقاص جرعة الكورتيزون هو السبب في رجوع المرض؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من مرض "متلازمة شيرغ وستروس" منذ سنة 2014، وأتابع علاجي عن طريق الكورتيزون فقط والحمد لله.

تحسنت حالتي وقد بدأت العلاج في الأول بتسع حبات، ثم بعد شهرين تقريبا أصبحت أتناول حبتين فقط، وذلك إلى غاية شهر مارس 2017، فقلص الطبيب العلاج على حبة واحدة فقط، ولكن في هذه الفترة أصبحت أحس بتعب وإرهاق بمجرد فعل شيء بسيط، وأعاني أيضا من عدم التركيز ونسيان التفاصيل الصغيرة، وأحس أحيانا بالدوار وبعض الألم على مستوى البطن وغازات، ولا أعرف إن كان هذا الشيء طبيعيا أم هي حالة انتقالية فقط وعلي اجتيازها؟

خصوصا أن حبتين من الكورتيزون هو مقدار ما يفرزه الجسم طبيعيا، وإنقاص الجرعة هو إنقاص للمقدار المطلوب، أم هو إنذار برجوع المرض وعلي الرجوع إلى تناول الحبتين؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية..
العلاج الأول لحالات التهاب الأوعية من هذا النوع (تشرغ ستراوس) هو الكورتيزون، إلا أنه من الأفضل وخاصة أنه قد رجعت الأعراض مع تنزيل جرعة الكورتيزون فإنه يجب إعطاء دواء ثان مثل: Imuuran أو methotrexate فهذه الأدوية تساعد على التحكم بالمرض ومنع عودته، وكذلك تساعد على تنزيل جرعة الكورتيزون.

وأثناء المعالجة فإننا نراقب أعراض المريض، بالإضافة إلى تحليل الدم والبول، فبالإضافة أننا نراقب ESR وCRP فإن الطبيب أيضا يتابع نسبة Eosinophils في الدم فهي مؤشر إلى احتمال عودة المرض إن بدأت بالارتفاع، وبالتالي فإن هذا يعطي الطبيب فكرة عن احتمال أن تعود الأعراض إن استمر نزول نسبة الكورتيزون، وعليه الانتظار فترة أطول على نفس الجرعة، والطبيب سيقوم بإضافة الأدوية الأخرى لعلاج هذا المرض مثل الأدوية التي ذكرتها، وهناك أدوية أخرى يمكن استخدامها للتحكم بالمرض، منها:
cyclophosphamide
mycophenolate
Rituximab

والطبيب في العادة يبتدأ بالأدوية الأولى Immuran أو Methotrextae بالإضافة للكورتيزون.

أما كيفية التفريق بين أن تكون الأعراض بسبب تنقيص الجرعة من الكورتيزون (التي يحتاجها الجسم) وبين نشاط المرض: فإنه كما تعلمين أن استمرار تناول الكورتيزون بجرعة أكثر من 7.5 يوميا فإنها تسبب ضعفا في إفراز الكورتيزون الداخلي، ولذا فإننا ننزل الجرعة تدريجيا، إلا أن الجسم قد يحتاج لفترة ستة أشهر أو أكثر حتى يعود الجسم لإفراز الكورتيزون الذي يحتاجه الجسم يوميا.

وأعراض نقص الكورتيزون من الجسم تكون بالإعياء والتعب وآلام في الجسم قد تشبه نشاط المرض، إلا أنه في نشاط المرض فإنه بالإضافة للأعراض التي تم ذكرها فقد تظهر الأعراض الأخرى مثل: الربو، والطفح الجلدي، ويكون هناك زيادة في سرعة ترسب الدم ESR ، وكذلك زيادة في CRP، وزيادة في EOsinophils، وبهذا يعلم الطبيب أن هذه الأعراض من المرض، وعليه رفع الجرعة مرة أخرى.

وعادة وعند جرعة 10 ملغ يتم تنزيل الدواء تدريجا وليس من حبتين إلى حبة فعادة ما يكون من 10 ملغ إلى 9 ملغ لأسبوعين إلى ثلاث، ثم إلى 8 ملغ، ثم إلى 7 ثم 6 ملغ، وعند الوصول إلى 5 يتم أيضا تدريجا فقد يكون من 5 إلى 4 كل شهر، وهكذا.

وهذا أولا يعطي الجسم فرصة لاستعادة إفراز الكورتيزون، وكذلك منع حصول نشاط المرض، إلا أنه قد يحصل عودة للمرض، وفي هذه الحالة يتوقف عن التنزيل، وقد يحتاج إلى رفع جرعة الدواء.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات