الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني أفكار متكررة أن الموت هو الأفضل لي

السؤال

أريد الموت لمعرفتي أنه الحل الوحيد لألمي الكبير، وأنا لعلمي بحرمة ذلك فدائماً أستغفر، ولا أستطيع مع ذلك العدول عن هذه الأمنية، ماذا أفعل؟

للعلم أنا وحيدة بهذا العالم على الرغم من وجود أهلي، أتمنى أن أجد لديكم ما يطمئن حالي.
وشكراً جزيلاً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

إن المؤمن لا يتمنى الموت لضر نزل به، ولكن العاقل يسأل الله أن يحييه إذا كانت الحياة خيراً له، وأن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله، ولو كان الموت هو آخر المطاف لهان الخطب، وقد أحسن من قال:

ولو أنا إذا متنا تركنا ***** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ***** ونسأل بعدها عن كل شيء

تعوذي بالله من الشيطان واعلمي أن هذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، وابعتدي عن الذنوب فإن آثارها خطيرة، فهي سبب الضيق والضنك، قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) [طه:123-124].

إذا كان سبب هذا الضيق ذنباً معروفاً، فاحرصي على التوبة والرجوع إلى الله وأبشري، فإن الله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].

أرجو أن تشغلي نفسك بالطاعات، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وابحثي عن أخوات صالحات وعن مراكز للعلوم الشرعية، واشغلي نفسك بتلاوة كتاب الله، واستحضري عظمة الله وأنت تستغفرينه، واحرصي على الدعاء بقلب حاضر، فإن الله لا يستجيب من قلب ساهٍ لاهٍ.

اعلمي أن استغفارنا يجب أن نستحضر فيه عظمة الله، ونحرص على مشاركة القلب للسان في الذكر والاستغفار، وإذا لم نفعل هذا فاستغفارنا يحتاج لاستغفار.

لست وحيدة، فإن من كان مع الله كان معه، فاحرصي على الخير ولا تعزلي نفسك عن الناس وأسألي الله أن يحبب إليك الصالحات، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، واحذري من تنفيذ هذه الوساوس، فإن الإنسان إذا قتل نفسه فقد خسر الدنيا والآخرة، وهذا هو أقصى ما يريده هذا الشيطان الذي يريد أن يكثر رفاقه من أصحاب الجحيم.

والله ولي التوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً