الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أمراض نفسية وتناولت العلاج ولم أتحسن، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 عاما، أصابتني حالة نفسية من اكتئاب وحزن، وانطوائية لدرجة الخوف من الخروج من المنزل، والخوف من نظرات الناس والاحتكاك بالعالم، وما رافقه من قلة نوم وانسداد للشهية، حتى أثر ذلك على حياتي ودراستي الجامعية فقمت بتأجيل سنة كاملة.

في تلك الأثناء ذهبت إلى طبيب نفسي، فوصف لي دواء منيتران 3 حبات ليلا قبل النوم مع حبة زولام وحبتين دنيكسيت نهارا، وتحسنت حالتي كثيرا مع هذه الأدوية وتحسن أكلي ونومي وتفاعلي ودراستي، ثم اضطررت لظروف ما أن أقطع هذه الأدوية من تلقاء نفسي، وقطعتها لفترة وعادت لي بعض من تلك الأعراض ولكن ليست بنفس الحدة القديمة.

مرت سنتين وأكثر ثم قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي آخر فشخص حالتي على أنها حالة فصام، ووصف لي دواء سوليان بجرعة 200 مليجرام يوميا مع (كيمادرين) وتحسنت حالتي كثيرا لدرجة أنني خففت جرعة (السوليان) إلى 50 مليجرام، وقلت للطبيب ذلك، فقال بما أنك مرتاح على 50 مليجرام من (السوليان) استمر عليها يوميا، ووصف لي دواء (زاناكس) بجرعة 1 ملجرام حبة عند اللزوم لما أعانيه من حالة أرق، ولكن الذي حيرني أن الطبيب شخص حالتي على أنها حالة فصام ولكن الذي أعلمه أن مريض الفصام يحتاج إلى 200 مليجرام وأكثر من ذلك الدواء، ولكن في حالتي أنا تحسنت جدا على جرعة صغيرة وهي 50 مليجرام.

أنا في حيرة من أمري في هذا التشخيص، ولكنني لا أنكر أن حالتي مستقرة جدا مع هذه الجرعات البسيطة، سألت طبيب آخر وقال لي: ربما يكون لديك هوس اكتئابي بما أنك ارتحت على جرعة صغيرة.

فسؤالي هنا: ما هو تشخيص حالتي؟

وسؤالي الآخر: أعاني من قلة في النشاط والحيوية، وخمول وكسل، ولم أستجب لأدوية الاكتئاب، فقد وصف لي الطبيب الأخير دواء (فافرين)، فلم تختفي تلك الأعراض، ثم وصف لي (سيتالوبرام) ولم أستفد، وأيضا وصف لي (تريبتزول) فلم أستجب، ثم وصف لي (فالدوكسان) وكذلك لم تختفي أعراض الخمول والكسل.

فما الحل أو العلاج الأمثل الذي يناسبني لتختفي أعراض الخمول ويزيد نشاطي خاصة في الصباح؟ فتلك الأعراض تزاولني صباحا في أغلب الأوقات، وهل هناك دواء منشطا يجب أن أتناوله أو دواء مضاد اكتئاب فعال لحالتي؟ علما أن الطبيب الأخير عجز أن يقدم لي دواء يزيل تلك الأعراض السلبية؟

السؤال الثالث: عارض يصيبني أحيانا من انشداد وتخشب، وكنت قد قرأت في موقعكم أنه ربما يكون بسبب بؤرة صرع خاملة تتأثر بتلك الأدوية، فهل أستعمل (ديباكين) ليختفي هذا العارض؟

العارض الأخير: هو أن (السوليان) سبب لي زيادة كبيرة في الوزن فما الحل هل هناك بديل؟ أعتذر لكم لأنني أطلت في استشارتي ولكنها ضرورية، وشكرا لكم، وبارك الله فيكم وفي هذا الموقع المفيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تيسير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: قطعًا الأطباء الذين قاموا بفحصك هم أكثر جدارة في أن يُحددوا تشخيص حالتك بدقة، ومن جانبي – أخي الكريم – أقول أن الملاحظة العامَّة: بالفعل السوليان بهذه الجرعة البسيطة لا يُعالج مرض الفصام، وأنا أحترم رأي الطبيب جدًّا، والذي أراه أقرب أن حالة الاكتئاب التي تعاني منها ربما تخلَّلتها بعض الأعراض الذهانية البسيطة، جعلتْ الطبيب يعتقد أن هنالك أعراض فصامية، ويُعرف أن الاكتئاب النفسي مع أعراض ذهانية بسيطة يستجيب بصورة ممتازة جدًّا للأدوية المضادة للذهان وبجرعات صغيرة، وقطعًا هو – الطبيب – من الناحية التشخصية – أي الاكتئاب الذهاني البسيط – أفضل كثيرًا من مرض الفصام.

عمومًا هذا هو التفسير الذي أراه، أنه بفضلٍ من الله تعالى حالتك ليست في دائرة مرض الفصام، على الأقل الفصام المُطبق أو الفصام المعروف بمعاييره التشخيصية.

المهم في الأمر أنك قد تحسَّنتَ، وأعتقد أنه من الأفضل أن تتابع مع الطبيب، لأن المتابعة أمرٌ مهمٌّ جدًّا - أيها الفاضل الكريم -.

بالنسبة لزيادة الوزن الذي سبَّبه السوليان: الجرعة بسيطة ولكن هذا – أخي الكريم – يمكن تداركه من خلال ممارسة الرياضة، والتحكُّم الغذائي، هذه هي الوسائل الأفضل والأجدر والأحسن، أما إذا كانت هذه الزيادة في الوزن مزعجة فعقار (إرببرازول) والذي يُعرف تجاريًا (إبليفاي) قد يكون بديلاً جيدًا جدًّا للسوليان، والجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة، خمسة إلى سبعة ونصف مليجرام في اليوم، وليست الجرعة الكاملة وهي 15 مليجرام في اليوم.

الإرببرازول لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ويتميز أيضًا بأنه دواء يُجدد الطاقات عند الإنسان، بمعنى أنه يُساعد كثيرًا أيضًا في موضوع التكاسل الجسدي والنفسي.

إذا كان خيارك المفضل هو الاستمرار على السوليان – أخي الكريم – موضوع الكسل يمكن أن تُعالجه من خلال ممارسة الرياضة، والتركيز على النوم الليلي، وتناول كوبًا من القهوة في فترة الصباح، هذا سوف يساعدك كثيرًا، ولابد أيضًا من أن تُجري فحوصات للتأكد من مستوى فيتامين (د)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، فأي خللٍ في هذه الفحوصات ربما يكون هو سببًا في التكاسل الذي تُعاني منه.

يُوجد دواءً مضادًا للاكتئاب يُسمى (ويلبيوترين) ويُسمَّى علميًا (ببربيون)، هذا دواء جيد لتحسين وتجديد الطاقات، ولا يزيد الوزن أبدًا، كما أنه لا يخلُّ بالأداء الجنسي. استعماله بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا ربما يُساعدك أيضًا في تجديد طاقاتك.

أخي: مقترحاتي هذه كلها أرجو أن تنقلها لطبيبك وتُناقشها معه.

بالنسبة لموضوع الانشداد الذي يأتيك وشيء من التخشُّب: لا أرى أن هذا الأمر ناتج من بؤرة صرعية، ولا علاقة للصرع بذلك أبدًا، ولا أراه أن سببه السوليان، لأن الجرعة صغيرة، ربما يكونُ ناتجًا من القلق، القلق كثيرًا ما يؤدي إلى انشدادات عضلية، وفي هذه الحالة قطعًا ممارسة الرياضة ستكون خير علاجٍ لحالتك هذه.

أخي الكريم: أسأل الله تعالى أن يفيدك بما ذكرناه لك، وأسأل الله لك العافية، وأشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً