الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والخوف من الأمراض والموت أثر على شخصيتي وتعاملي مع الآخرين!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود في البداية أن أشكركم على ما تبذلونه من جهد في هذا الموقع الذي أصبح كمرجع لي.

عمري 17 سنة، أعاني بسبب شخصيتي الحادة والمزاجية بشكل كبير، وأيضاً اضطراب التفكير والتصرفات، فمثلا أكون أرغب بشدة في شراء شيء معين وبعد ذلك أصرف النظر عنه مما يثير استغراب عائلتي، وكذلك أشعر بضيق وإحساس مزعج يصيبني.

وأيضا أعاني من وسواس الموت والمرض، وكثرة القراءة عن الأمراض في صفحات الإنترنت، حتى أصبحت أشعر بأعراض أمراض خطيرة قرأت عنها، وأخاف على أي عرض من الأعراض حتى لو كان تافها بالنسبة للآخرين أن يكون إشارة على مرض خطير، وإذا ذهبت للطبيب ونصحني بعلاج لا أتناوله بسبب الخوف من أثاره ومن ما قرأت عنه في الإنترنت .

أرجو أن تفيدوني في كيفية تعديل شخصيتي، فأنا تقريبا ليس لدي أصدقاء، وكذلك لا أخرج كثيرا من المنزل، ولا أستطيع التعامل مع المجتمع، فكيف أتخلص من وسواس المرض والموت والخوف الزائد على عائلتي وعلى نفسي.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك – أيها الابن الفاضل – على كلماتك الإيجابية في حق الشبكة الإسلامية وثقتك في هذا الموقع، ونسأل الله أن ينفع بنا جميعًا.

أنتَ في عمرٍ فيه الكثير من التأرجحات والتقلُّبات والتذبذبات المزاجية، من الواضح أنه لديك اندفاع انفعالي، وهذا ليس مستغربًا في هذه المرحلة العمرية، ولديك شيء من قلق المخاوف الوسواسي، خاصة حول المرض والموت، وهذا أيضًا ليس مستغربًا.

هذه الحالات – أيها الفاضل الكريم – تكون دائمًا عارضة مؤقتة، والذي تحتاجه هو: أن تسخّر طاقاتك وتجعلها ذات منافذ إيجابية، يعني: الوسوسة والخوف من المرض والاندفاعية وحِدَّة المزاج كلها طاقاتٍ نفسية، لكنها طاقاتٍ خاطئة، فيجب أن نوجِّهها بصورة إيجابية، وهذا يأتي من خلال ممارسة الرياضة بكثافة، الرياضة تُهذِّب النفوس، الرياضة تمتص الطاقات النفسية السلبية والمشوّهة، خاصة الانفعالية والاندفاعية منها وكذلك الوسواسية.

فاجعل لنفسك برنامجا رياضيا يوميا، وبما أنك انسحبت من المجتمع بعض الشيء فالرياضة الجماعية سوف تعيد لك نسيجك الاجتماعي، فاحرص على ذلك.

أرجو أن تأخذ هذه النقطة على محمل الجد، هي علاجك الأساسي حقيقة في هذه المرحلة.

والشيء الآخر: أن تُنظِّم وقتك، لابد أن يكون لك جدول يومي لإدارة الوقت، تعطي الدراسة حقها، الترفيه عن النفس، العبادات، أن تكون الصلاة في وقتها ومع الجماعة، القراءات والاطلاعات غير الأكاديمية، والمشاركات الأسرية، هذا – يا ابني – يصرف انتباهك عمَّا أنت فيه، لكنك إذا لم تُحسن إدارة وقتك ولم توظِّفه بالصورة الصحيحة سوف تتفرَّغ لهذه الأفكار السلبية الوسواسية، وتجعل اهتمامك كله حولها.

إذًا أنت محتاج لهذه التوجيهات البسيطة، وأرها مفيدة جدًّا بالنسبة لك.

موضوع الخوف من المرض ومن الموت: الموت لا شك أنه آتٍ، الموت لا مشورة حوله، والإنسان يجب أن يخاف من الموت خوفًا شرعيًا لا خوفًا مرضيًا، وأظنُّك – ابني الكريم – تعرف بين الخوف الشرعي والخوف المرضي، الخوف الشرعي يتطلب منك أن تلتزم بعباداتك، ببر الوالدين، بأن تكون إنسانًا يحصد الحسنات حصدًا، وهذا يجعلك تطمئن وتطمئنّ كثيرًا.

أذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص – وكذلك أذكار النوم – وجدتُها باعثة للطمأنينة، خاصة حول قضية الموت، فأرجوا أن تحرص على ذلك.

كما أني أريدك أن تحرص على زيارة المرضى، هذا أيضًا يجعلك تتفهّم أكثر طبيعة الأمراض وطبيعة الموت، وهذا يزيل عنك هذه المخاوف، ولا تقرأ كثيرًا في الإنترنت حول هذه الظواهر، لأن الكثير من المعلومات مشوه أو مكتوب بصورة تعكس أهواء مَن كتبوها.

فعش الحياة بهذه الكيفية، وبر الوالدين والفعالية داخل الأسرة هذا أيضًا يصرف عنك إن شاء الله موضوع الوسوسة والانعزال والمخاوف وكل ما أنت فيه.

إذًا أعطيناك أربع أو خمس نصائح مهمَّة، أرجو أن تأخذ بها، وإن شاء الله تعالى سوف تُغيِّر حياتك وتنمِّي شخصيتك بالتدريج، وهذا هو الذي تحتاجه، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738)، علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً