الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة نطق أول حرف عند بداية حديثي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لجهودكم الكبيرة.

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني أحيانا وليس دائما من صعوبة نطق أول حرف، أي أقوم بأخذ نفس كبير قبل الكلام وبقية أجزاء الكلمة تأتي متلاحقة بسبب أن النفس تم استهلاكه لخروج أول حرف، مما يجعل الكلام غير واضح أحيانا.

أنا لا أكرر أي حروف ولا أبقي على نفس الحرف مدة طويلة، أشعر بتشنج في أعلى الرئتين والحنجرة، وجفاف في الريق عندما تأتيني الحالة.

أنا منذ كنت طفلا وأنا أعاني من نفس الحالة، وأنا خجول عامة لكن دائما أحاول مواجهة خجلي ورهبتي، لكن يبدو صعبا التخلص منها تماما، عندما أرد على أي مكالمة أو أذهب لأي مناسبة اجتماعية أشعر بالخجل، وخصوصا في البداية.

أنا أستاذ حاليا، ولا أشعر بأي خوف أو خجل من التواصل مع الطلاب، وأضبط الصف بسهولة، لكن ريقي ينشف بسرعة، علما أن التنفس من الفم منذ طفولتي، وذلك بسبب لحمية أنف أزلتها قبل سنوات، لكن إلى الآن لا أرتاح، وأشعر بارتياح الجسم عندما أتنفس من الأنف.

عندما أشعر بالخوف تأتيني عادة رجفة في القدمين، ووجع في الرأس، هل يوجد دواء لحل مشكلتي؟ لأني أستاذ جديد وتكثر التعاملات في هذا المجال، وخصوصا مع الإدارة والأساتذة الآخرين، علما أني لا أستطيع اللجوء لدكتور نفسي لأسباب شخصية! هل هذه تأتأة أم رهاب اجتماعي أم أحدهما سبب للآخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي الحسني الصبح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أيها الفاضل الكريم: الذي يحدث عندك أن لديك جانب الخجل - كما تفضلت - وشيء من الرهبة الاجتماعية، وأحسبُ أنه أيضًا فيك شيء من الحياء، والحياء كله خير، وهذا أمرٌ إيجابي. هذا كله - أيها الفاضل الكريم - في بعض الأحيان ينعكس على النفس كنوع من التوتر، والتوترات قد تؤدي إلى انقباضات عضلية، وفي حالتك هذه الانقباضات العضلية تظهر في عضلات النطق، ولذا تحدث عندك الظاهرة التي تحدثت عنها.

إذًا الأمر يُعالج بشيءٍ من الاسترخاء. أولاً أنت صاحب مقدرات والحمد لله تعالى، ومستمر في عملك، وهذا أمرٌ إيجابي جدًّا. الذي أنصحك به هو التدرُّب على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفُّس التدريجية، وهنالك تمارين قبض العضلات وشدِّها، إسلام ويب أعدت استشارة تحت الرقم (2136015)، أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة، وتتدرب على هذه التمارين بدقة، وتمارسها على الأقل مرتين في اليوم، فائدتها سوف تكون عظيمة جدًّا بالنسبة لك.

وأريدك أيضًا أن تتعلَّم كيف تُراقب تعابير وجهك ولغتك الجسدية ونبرات صوتك حين تُخاطب الآخرين، حاول دائمًا أن تكون في أفضل حالاتك.

نقطة ثالثة، وهي: أن تقرأ القرآن الكريم بتجويد وتدبُّر، ويا حبذا لو تواصلت مع أحد المشايخ لتتعلَّم مخارج الحروف ومداخلها، وكيفية الربط بين التنفُّس وإخراج الحروف، هذا علم عظيم، وإخواننا المشايخ متقدمين جدًّا في هذا الأمر، فهذا علاج، وعلاج مهم جدًّا بالنسبة لك.

أريدك أيضًا أن تُمارس بعض التمارين الرياضية، أخي الكريم: أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، كل ذلك يفيدك. وأيضًا: أكثر من التواصل الاجتماعي، وأنت الحمد لله تعالى - كما ذكرتُ لك - شخصيتك طيبة وجيدة، وكنْ بارًا بأهلك وأرحامك، وارفع - أخي الكريم - من مستوى إدراكك من خلال الاطلاع ومجالسة العارفين، هذا يفيدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم أبشر، توجد أدوية فاعلة، وأدوية ممتازة، وأدوية بسيطة. من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك العقار الذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال) وربما تجده في فلسطين المحتلة تحت مسمى تجاري آخر. تبدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً؛ لأن الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، تناول هذه الجرعة البسيطة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً - أي مائة مليجرام - وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تنتظم فيها وتتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل للجرعة الوقائية، بأن تجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم ابدأ في التوقف عن الدواء بالتدريج، بأن تجعل الجرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم جدًّا، وفاعل جدًّا، ليس له آثار جانبية خطيرة، فقط بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يؤخِّر القذف المنوي قليلاً، لكن لا يضرُّ بخصوبة الرجل. ربما أيضًا يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، فاحذر من هذا الجانب.

وهنالك دواء آخر مساعد يُسمَّى (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول)، هذا أريدك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تُطبِّق الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك وتتناول العلاج، وإن شاء الله تعالى ينطلق لسانك وتحسّ بسعادة وارتياح تام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً