الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والقولون العصبي.. أريد علاجا.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب لا أدخن، ولا أشرب الكحول، وملتزم دينيا والحمد لله، من سوريا، عشت سنتين في أجواء الحرب الصعبة، ثم انتقلت إلى تركيا، وهنا بدأت المشكلة، أصبح عندي خوف من الأمطار الغزيرة والرعد والغيوم السوداء، أصبحت أقلق وأتوتر كثيرا، وأترقب حدوث العواصف والزلازل، بعدها أصبح عندي نفخة في بطني ومعدتي وإسهال، وخاصة عند التوتر، وضيق في النفس، وجفاف الريق، وصعوبة البلع، والشد والتشنج بمختلف أنحاء جسدي، وأصبح عندي نوبات هلع وخوف شديد من الأماكن المرتفعة والساحات، حتى عندما أخرج من المنزل تأتيني الأعراض بشدة في القولون وضيق التنفس، لا أستطيع مقاومتها، 4 سنوات وأنا على هذه الحالة تعبت كثيرا، وفقدت عملي بسبب هذه الحالة، أتمنى أن تساعدوني.

سمعت عن منتجات للدكتور جميل القدسي لهذه الحالات، ولكنها غالية الثمن، ولا أستطيع شراءها، ولم يتبق لي إلا أنتم بعد الله لكي تساعدوني، مع العلم أن جميع التحاليل والفحوصات كانت سليمة، باستثناء نقص بالفيراتين، حتى أنني أجريت تنظيرا للمعدة ولم يظهر لدي إصابة بجرثومة المعدة -والحمد لله- ولا دم خفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: أنت تعاني من قلق المخاوف، ومخاوفك هو ما نسميه بالمخاوف الخاصَّة أو البسيطة، الخوف من الزلازل، من العواصف، من الرعود، من الأمطار: هذا يأتي تحت نطاق هذا التشخيص.

والذي يظهر لي أن شخصيتك وبحكم تكوينها ربما يكون لديك أصلاً بعض الميول للقلق، وهذا ليس مرضًا وليست علَّة حقيقة.

قطعًا التجربة في سوريا كانت تجربة مريرة وليست سهلة أبدًا على النفس من حيث التأثُّرات الوجدانية والعاطفية، وتكوين المخاوف، وهذه قد تُخزَّن على مستوى العقل الباطني، فأعتقد أنك بالفعل بدت لديك نوبات الخوف وأنت في سوريا، ثم ظلَّت على مستوى العقل الباطني، وحين جئت تركيا ظهرتْ هذه المخاوف ولكن بصيغة وبصورة أخرى، وهذا معروف لدينا في علم الطب النفسي والسلوك، أو ما نسميه بتبادل الأعراض، الأعراض قد يتمّ تبادلها.

الحالة – أيها الفاضل الكريم – حالة بسيطة -إن شاء الله تعالى- أعراض القولون العصبي – القولون العُصابي أدق وصفًا – ناتج حقيقةً من القلق أيضًا والتوتر. أنت مُطالب بممارسة الرياضة، مطالب بأن تجعل حياتك إيجابية بقدر المستطاع، وألَّا تُكثر من التردد على الأطباء، وأنصحك بتناول أدوية بسيطة جدًّا ومفيدة جدًّا لك إن شاء الله تعالى.

الدواء الأول يُعرف باسم (تفرانيل)، هو دواء قديم، مُضادٌ للاكتئاب، مُحسِّنٌ للمزاج، لكنّه جيد وممتاز، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

والدواء الثاني أيضًا هو دواء بسيط جدًّا، ويُسمَّى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

هذه أدوية سليمة، بسيطة، مفيدة جدًّا لقلق المخاوف من النوع الذي تعاني منه، وقطعًا سوف تساعدك كثيرًا في زوال أعراض القولون العصبي تمامًا، خاصَّة إذا حرصت على ممارسة الرياضة.

أيها الفاضل الكريم: أنا حرصتُ أن أصف لك أدوية جيدة، وزهيدة الثمن جدًّا، فلن تكون مكلِّفة بالنسبة لك، وغالبًا لا تحتاج لوصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً