الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصت حالة أختي بالبارانويا وتم علاجها ثم انتكست، فماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخت ثلاثينية وغير متزوجة، شخصت حالتها بالبارانويا (الاضطهاد)، وتم إقناعها بمراجعة الطبيب وأخذ العلاج لمدة سنتين، ثم قام الطبيب بإيقاف الدواء على فرض أنها شفيت تماما، وبعد فترة عادت الأعراض وبشكل أشد وأعنف، والموضوع بدأ يخرج من أيدينا ولا نستطيع إقناعها، وهي لا تثق بأحد منا، ومعتزلة الجميع، هل من الممكن إعطاؤها العلاج دون علمها؟ أو ما هو الحل مع العنف الذي بات مهددًا للعائلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه من الأخطاء الشائعة جدًّا في علاجات الاضطرابات الذهانية، عندما تختفي الأعراض يتوقف العلاج، وغالبًا هذا يأتي من المرضى أو من ذويهم، ونادرًا ما يأتي هذا من الأطباء النفسيين، ولكن للأسف هنا حصل من قِبل الطبيب النفسي، إذ ظنَّ أنه تمَّ الشفاء، وفي كثير من الحالات الاضطرابات الذهانية هي اضطرابات مزمنة، ولا يتم الشفاء منها، ولذلك يتحتَّم على الشخص تناول مضادات الذهان لفترة غير مُحدَّدة، وأحيانًا قد يكون طوال العمر.

المهم أنه في حالة محاولة إيقاف العلاج يجب أن يتم هذا بحذر شديد وببطء، وعند ظهور أعراض يرجع الشخص إلى الجرعة التي كان عليها.

على أي حال: هذا ما كان مفروضًا أن يحصل، ولكن للأسف انتكست الأخت الآن، وكما ذكرتِ أنها أصبحت تُشكّل خطورة على نفسها وعليكم في المنزل.

قطعًا لا غضاضة في إعطائها الدواء بدون علمها حتى يتم السيطرة على المرض، وبعد ذلك تكون في وضع يجعلها تقبل الدواء، ولكن هناك عدة مخاطر، أولاً: ضبط الجرعة صعب إذا لم يكن بعلم المريض. ثانيًا: قد تكتشف هذا الأمر وتكون ردة فعلها هنا أكثر، ولذلك نحن نفضّل إذا كان المريض غير مستبصر ويرفض العلاج يجب أن يُعالج جبرًا ويعالج بالأمر، وهذا ممكن في ظلّ القوانين التي تسمح بها الدول، فهناك قوانين للصحة النفسية في الدول، تُتيح للمستشفى أن تحجز المريض الذي يرفض العلاج جبرًا وغصبًا عنه وتُعطيه الدواء.

وأيضًا هناك حقن وإبر تُعطى شهريًا أو نصف شهرية تُغني عن تناول الأدوية، وهي مضادة للذهان، ويمكن أن تُجرَّب، فيمكن أن تُعطى لها بإمساكها غصبًا عنها، ويمكن أن تُعطى كل أسبوعين أو كل شهرٍ، حتى تختفي الأعراض، وبعد ذلك تكون أكثر قابلية لتناول الأدوية عن طريق الفم، وفي هذه الحالة يمكن أن ترجع إلى الدواء وتستمر عليه لفترة غير مُحددة.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً