الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدث لي حالة غريبة عند موعد النوم وهذا يشعرني بالكآبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 16 سنة, أصبت بحالة غريبة منذ شهر ونصف تقريباً, عندما يحين موعد نومي, وفي تلك اللحظة التي ألجأ فيها إلى مرقدي, عندما أغمض عيني وأكاد أن أدخل في اللاوعي, أستيقظ وأنا أشعر كأن تنفسي قد توقف.

أستيقظ بحالة عادية بدون شخير أو شهيق, وهذا يمنعني من النوم ويشعرني بالكآبة والحزن الشديد, كما أنه يكون مصحوبا أحيانا بتسارع دقات القلب.

زرت طبيب القلب, وكان الفحص سليما والحمد لله, وأخبرني الطبيب أن ذلك يحدث بسبب الإفراط في السهر, كانت تتكرر هذه الحالة مرة أو مرتين في الأسبوع, ونتج عن ذلك إصابتي بوسواس التنفس, إلا أنه يقل تدريجيا والحمد لله.

حاولت البحث عن هذه الحالة, وقد وجدت بعض الحالات لكنها كانت مخالفة لها, فأنا لا أصاب بهذه الحالة إلا في بداية النوم فقط, وعندما أنام كليا لا أشعر بأي شيء, حاولت تحليل الفكرة, وأظن أن التنفس لا ينقطع عندي أبدا, وإنما عقلي يظن ذلك لوحده, وبالتالي يجعلني أستيقظ, وكما ذكرت لا يصحب استيقاظي أي شهيق أو شخير, كما ألاحظ أحيانا أن تنفسي يصبح سريعا طوال اليوم, بعد ممارسة مجهود بدني ما, وبالتالي أشعر بضيق في التنفس.

أرجو منكم الرد في أقرب وقت ممكن، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ظواهر كثيرة يمرُّ بها بعض الناس في المرحلة التي تسبق الدخول في النوم، وكذلك بعد الاستيقاظ مباشرة، لكن الحالات التي تحدث في بدايات النوم هي الأكثر، وهذه الحالات في بعض الأحيان تكون في شكل تغيرات فسيولوجية، مثل ضيق النفس، تسارع ضربات القلب، الشعور بكتمة ما، وبعض الناس قد تأتيهم هذه الحالات في شكل هلاوس كاذبة، أن يرى شيئًا، أن يسمع صوتًا، أن يتخيّل أحدًا يلمسه، أو شيئا من هذا القبيل.

هذه الظواهر اتضح أنها مرتبطة بالإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، ومعظم الذين يعانون من هذه الحالات يكون لديهم أصلاً درجة عالية من القلق.

ما ذكره لك الطبيب أن الأمر قد يكون ذا صلة بالسهر هذا صحيح؛ لأن السهر يؤدي إلى الإجهاد، والإجهاد الجسدي ينعكس ويتحول إلى إجهاد نفسي.

الحالة ليست حالة مرضية، أرجو أن تطمئن، وأنا أنصحك بالآتي:
أولاً: الجأ إلى النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم في أثناء النهار.

ثانيًا: لا تتناول الشاي أو القهوة أو محتويات الكافيين الأخرى - كالبيبسي والكولا والشكولاتة - لا تتناولها بعد الساعة الخامسة مساءً. كما أن وجبة العشاء - إن كنت تتناول وجبة العشاء - يجب أن تكون خفيفة ومبكِّرة، وخالية من الدسم.

ثالثًا: عليك بالحرص على أذكار النوم، مهمة جدًّا، احفظها وتيقَّنها بصورة جيدة.

رابعًا: عليك بممارسة الرياضة، رياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم مثلاً، هذه كلها تفيد.

خامسًا: التدرُّب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفُّس المتدرَّجة، وهذه تمارين بسيطة جدًّا، لتطبِّقها بصورة صحيحة: أرجو أن تجلس في مكان هادئ - داخل الغرفة مثلاً - أو يمكن أن تنام على السرير، أغمض عينيك قليلاً، وافتح فمك بسطيًا، وكن في حالة استرخاء مزاجي تامّ، تأمَّل في شيء طيب، ضع يديك على صدرك أو على جنبيك، دون أن تشدَّ عليهما، بعد ذلك خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ومدة هذا التنفُّس يجب أن يستغرق ثمان ثوانٍ على الأقل، ويكون عن طريق الأنف وبقوة، بعد ذلك احصر الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء - أي الزفير - أيضًا بقوة وشدة، والمدة التي يستغرقها هي أيضًا ثمان ثوانٍ.

طبِّق هذا التمرين بهذه الكيفية خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة عند النوم، سوف تجد فيه فائدة كبيرة جدًّا.

نصائح عامَّة أوجِّهها لك أيضًا مهمَّة، قد تساعدك في إزالة القلق، منها:
تنظيم الوقت، والاجتهاد في دراستك، والتواصل الاجتماعي الجيد، والحرص على الصلاة في وقتها، وبر والديك... هذا كله إن شاء الله تعالى يؤدي إلى استقرار نفسي كبير، وحين يأتي الاستقرار النفسي لا يُصاب الإنسان بالإجهاد النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً