الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والأرق واكتشفت أن ذلك موجود في كثير من أفراد أسرتنا.

السؤال

السلام عليكم

أسأل الله أن يبارك لكم ويرزقكم الصحة وراحة البال، مثلَ ما تساعدون كل حائر ومحتاج للنصيحة.

لدي سؤال بخصوص عقار البروميثازين لعلاج القلق وصعوبة النوم، فأنا امرأة متزوجة بعمر 36 سنة، مغتربة منذ 13 عاماً، لدي طفلان.

أعاني من القلق التوقعي والقلق المحدد، مما جعلني لا أستطيع أن أعادل شهادتي، لأن معادلة الشهادة تستوجب أن يكون الشخص متكلماً، ويلقي محاضرات وغيرها من الأمور التي تتطلب ثقة عالية، وأنا كنت أفتقد هذا الشيء.

بقيت ملازمة المنزل لمدة 6 سنين بسبب الخوف من معادلة الشهادة والعمل، قررت بعد ذلك أن أتعالج، وبدأت باستخدم مضادات السيروتونين، والتي جاءت بنتيجة رائعة، حيث زال القلق والخوف وتحسن النوم، وعادلت الشهادة، وبدأت بالعمل، وبقيت على هذه الأدوية لمدة 7 سنين، آخرها كان عقار سيبراليكس بجرعة بسيطة 5 ملغم لكني قللته بالتدريج، وتوقفت عنه تماماً، وصرت أستخدم بالإضافة للسبراليكس عقار بروميثازين 100 ملغم في الليل.

سبب توقفي عن السبراليكس هو أني أفكر في الحمل، وأنا أستخدم فقط بروميثازين Promethazine ليلاً، بجرعة عالية 100 ملغم، والنتيجة جيدة، حيث آخذ قسطي من النوم، وأستطيع مواصلة العمل في اليوم التالي بتركيز جيد ونشط.

جربت تقليل الجرعة، لكن لم تكن النتيجة جيدة من ناحية النوم، ومشكلة النوم والقلق هي وراثية، لأن والدتي وجميع إخوتها لديهم قلق مفرط، ويعانون كذلك من انعدام النوم، ومن القلق لأتفه الأمور.

إخواني وأخواتي يعانون من القلق، وهذا ما جعلهم عاطلين عن العمل بسبب القلق من الالتزام بمواعيد العمل التي تتطلب نوماً مبكراً وهدوء أعصاب، فهل يصح البقاء على البروميثازين بجرعة 100 ملغم، تؤخذ مرة واحدة في الليل؟

بالنسبة للبروميثازين يُعتبر هنا من الأدوية الآمنة للحامل، ولا يوجد تقييد معين لاستخدامه، لكن لا أعرف إن كانت الجرعة هذه آمنة أيضاً أم لا؟ لكن هنا عندنا من الناحية الطبية يجوز زيادة الجرعة إلى 100 ملعم في حالات الأرق الشديد، لكن لا يوجد نص محدد بالنسبة لاستخدام هذه الجرعة للحامل.

بالنسبة لل SSRIs لا أحبذ استخدامها فأنا حاليا لا أعاني من الخوف المفرط اثناء ألنهار لكن مشكلتي الوحيدة هي النوم والقلق الليلي.

شكراً على سعة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والصحة.

أيتها الفاضلة الكريمة، النوم يجب أن يحسن من خلال ترتيبات معينة للصحة النومية تتمثل في تجنب النوم النهاري، وعدم تناول الموقظات ليلاً، وتثبيت وقت النوم ليلاً، وممارسة أي نوع من الرياضة، وكذلك الحرص على أذكار النوم هذا بصفة عامة.

أما بالنسبة للبروميثادين فقطعاً استعماله باستمرارية ليس أمراً صحيحاً، كما أن جرعة 100مليجرام ليلاً هي جرعة كبيرة، ولا شك في ذلك حتى وإن كانت سليمة، والبروميثادين دواء رائع جداً حين يستعمل في حدود وعند اللزوم، لكن استعماله باستمرار يؤدي إلى شيء من التعود ولا شك في ذلك، لا أقول الإدمان المطلق لكنه قطعاً دواء يعطي نوع من الشعور بالراحة مما يجعل بعض الناس يتهاونون في تناوله لفترات طويلة، أنا لا أنصح أبداً بهذه الجرعة أيتها الفاضلة الكريمة حتى وإن كان الدواء سليم في الحمل.

الذي أنصحك به هو السعي الجاد لتنظيم نومك، وترتيبه بالصور الطبيعية التي تحدثنا عنها، ولا مانع من أن تتناولي أحد الأدوية القديمة المعروفة، أدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الأيميتربتالين يمكن أن تكون بدائل ممتازة، دواء رائع جداً نعم قد يؤدي إلى شيء من الشعور بالجفاف في الفم أو ثقل في العينين في الأيام الأولى من العلاج، لكن هذا غالباً سوف يختفي تماماً، فتناولي الأيميتربتالين مثلاً بجرعة 25 مليجرام مع 50مليجرام من البروميثادين اعتقد أنه سوف يعطيك نوماً جيداً وهانئاً ويعالج القلق في ذات الوقت، وبعد ذلك تبدأي في تخفيض البروميثادين حتى تتوقفي عنه تماماً، ولا مانع من أن تستمري لفترة معقولة على الأيميتربتالين، هذا هو الذي أنصح به.

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً