الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة معرفة حال الخاطب والتثبت في ذلك

السؤال

تقدم لطلب يدي شاب من بلدتنا، وهو يتعلم خارج البلد ولا أحد يعرف عنه الكثير، وسألنا عنه إلا أن أحدهم قال: إنه يشرب الكحول ويخرج مع البنات.
فأخبرنا الأهل بأننا غير موافقين، إلا أن الأهل جن جنونهم وقالوا: إن هذا افتراء وكذب وإنهم لا يمكن أن يتقدموا لطلبي إذا كان الشاب لا يليق بي بما أنهم يعرفوننا، أرجو المساعدة.
والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فقد أعجبني حرصكم على معرفة أحوال الرجل، وهكذا ينبغي أن يفعل أولياء البنات فإن من يزوج فتاته بعاصٍ لله يقطع رحمها ويظلمها ويعرضها للشرور والفتن، ومن هنا كان حرص الشريعة على أن تجعل الدين هو المقياس، وكل خلل ونقص يمكن للدين أن يجبره ويصلحه.

وأحسن من قال:-
وكل كسرٍ فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

والصواب أن نتلطف في معرفة أحوال الفتى ولا نستعجل في الرفض أو القبول حتى لا نظلم هذا الشاب ولا نظلم أنفسنا أيضاً، وإذا ثبت هذا الاتهام فخير لك الابتعاد عنه، فإن الخمر أم الخبائث والذي يشرب الخمر يأتي بالفظائع ولا يؤتمن على أسرته وأهله، والجريمة الثانية لا تقل عن أختها فإن الذي يريد أن يمسي مع فتاة ويصبح مع أخرى لا يمكن أن يؤدي حق أهله إلا إذا تاب توبة نصوحاً، وظهرت توبته واتضحت للناس ندامته، وابتعد عن بيئة الشر ورفقة المعصية، وتخلص من ذكريات وآثار الماضي المظلم.

ولا شك أن طريقة إخباركم للأهل بالأمر لم تكن موفقة فلابد في هذه الأمور من الحكمة، فمن حقنا أن نرفض الخاطب ولكن ليس من حقنا أن نشوِّه سمعته ونسيء لأسرته.

والمسلم إذا أشكل عليه أمر ولم يتبين له الصواب والمصلحة فإنه يصلي صلاة الاستخارة ويشاور أهل الخبرة والديانة، ولن يندم من يستخير ربه ويستشير الصالحين من عباده.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً