الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب المطبق والتفكير بالانتحار

السؤال

لقد فكرت بالانتحار، فأنا شخص مصاب بالاكتئاب حيث إنني أشعر بضيقة في صدري ولا أعرف السبب، وعدم القدرة على التركيز، وعندي نسيان بدرجة كبيرة جداً، وأشعر أنني غير طبيعي وكأنني أعيش في حلم.

ذهبت إلى عيادة نفسية، فشخص الطبيب حالتي على أنها اكتئاب وفصام، وصرف لي علاج (بروزاك) 20 ملغ 3 حبات في اليوم و(ريسبردال) حبة في اليوم.

استمريت على العلاج لمدة 8 شهور، فحدث تحسن بسيط ولكن لازالت الأعراض معي، فذهبت إلى الخارج للعلاج عند استشاري معروف، فشرحت له حالتي ووصف لي علاج (ليسيتال) و(بريكسال) مع أربع جلسات كهربائية، وقال لي أنه لا يعتقد أن بي فصاماً، وراجعته بعد شهر ونصف فغير لي العلاج إلى (ريميرون 30 ملغ) حبتين في اليوم، وعلاج (سيروقيويل 25 ملغ) حبة في اليوم مع جلستين كهربائيتين.

وأنا الآن مستمر على هذا العلاج منذ أسبوع، ولا زالت الأعراض معي، أرجوكم اشرحوا لي حالتي وانصحوني ماذا أفعل فقد تعبت كثيراً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً -يا أخي- على ثقتك في الشبكة الإسلامية.

أتفق مع الطبيب الثاني الذي أخذت باستشارته، وهو أنك لا تُعاني -فيما يظهر لي- من أعراض فصامية، إنما هو نوع من الاكتئاب النفسي الذي ربما يكون أصبح مطبقاً وعميقاً بعض الشيء.

والاكتئاب -يا أخي- مهما اشتدت درجته يمكن الآن علاجه، فهنالك عدة أدوية تُساعد في ذلك، ولكن في بعض المرات من الصعب أن يحدد الدواء الذي يناسب الإنسان؛ حيث يعتقد الآن أن الاستجابة للأدوية مرتبطة بالبناء الجيني للإنسان (الخارطة الجينية)، والأدوية التي أخذتها كلها فعالة، و(الريمانون) من الأدوية التي أفضلها أنا شخصياً، فقط يتطلب الصبر، حيث أن فعاليته تبدأ في بعض الحالات بعد أربعة أسابيع، وأنت الآن تتناوله لمدة أسبوعين، فربما يكون من الأفضل أن تصبر عليه؛ لأن تغيير الأدوية بصورةٍ متكررة ليس من الأمور المستحسنة في الطب النفسي، فأرجو يا أخي أن تتوكل على الله، وأن تصبر، وأن تعش بين الأمل والرجاء، وسوف يختفي هذا الاكتئاب بإذن الله، وإذا لم تتحسن حالتك بعد شهرين -لا قدر الله- فهنا يمكن أن نحكم على (الريمانون) بأنه لم يكن ذو فعالية لك، وفي هذه الحالة يمكنك أن تغير الدواء إلى العقار الذي يعرف باسم (إيفكسر)، وجرعته هي 75 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى 150 مليجرام في اليوم لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى 225 مليجراما، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 150 مليجراما، والذي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهرٍ أخرى، بعدها يخفض الدواء إلى 75 مليجراما، لمدة شهر، ثم 37.5 مليجراما لمدة شهر آخر، ثم 37.5 مليجراما كل يومين لمدة شهر أخير (هذا التدرج في سحب هذا الدواء مطلوب جداً؛ حتى لا يسبب آثار انسحابية).

الانتحار -يا أخي- من أكبر الكبائر كما هو معروف لديك، والإنسان مهما ضاقت به الدنيا فسوف تنفرج -بإذن الله- إذا تجلّد وصبر ودعا ربه ولجأ إليه، والآن –وبفضل الله- الأسباب التي يمكن أن تزيل هذه السوداوية في التفكير موجودة، ومنها الأدوية، فعليك بالحرص عليها وتناولها.

أرجو -يا أخي- أيضاً أن تسعى إلى تغيير أفكارك، وتبحث في الأشياء الإيجابية والجميلة المتواجدة في حياتك، وأنا على ثقةٍ أنها كثيرة، ولكن إطباق الاكتئاب عليك أنساك إياها، فعليك استذكارها.

نسأل الله لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً