الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر كثيرا بالمستقبل وأخاف منه، فكيف أتخلص من هذه الأفكار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير على هذا الموقع المبارك.

أستاذي: أرجو منكم مساعدتي لأنني في حالة سيئة أكثر مما تتخيلون، فلا أستطيع التحرك أو العيش أو المشي مثل الناس، قصتي باختصار أنني أفكر كثيرا بالمستقبل، وأخاف منه، وأفكر بكل شيء، وأراقب تصرفاتي بشكل كبير، مثلا عندما أمشي أمام الناس أشعر بأن الناس ينظرون لي، وأشعر بأنني أمشي بطريقة غير صحيحة، كالمغفل بشكل غير منتظم، أراقب حركة أكتافي، وهزة رأسي، وتقدم ساقي أثناء السير، وخاصة عندما يكون أمامي بنات جميلات، علما أنني شخص ملتزم -ولله الحمد-، ومقبل على الخطبة، وأفكر بأشياء أعلم أنها لا تستحق، ولكنني لا أستطيع تجاهلها.

مثلا: عندما آكل أمام الناس أفكر بطريقة أكلي، وبأن هذا الشخص ينظر لي، وآخر يتكلم عني، وكأنني أعمل شيئا مخزيا، حتى أصبحت أتجنب الأكل أمام الناس، أو حتى المشي في الأماكن المزدحمة، وأصبحت ضعيف الشخصية، كثير النسيان، أتلعثم خاصة عندما أتكلم مع أشخاص أكبر مني، أو حتى مستواهم العلمي أو المادي أكبر مني، علما أنني كنت في السابق قوي الشخصية، وأتكلم مع أي شخص بقوة مهما كان سنه أو مستواه.

عندما أكون وحدي في المنزل أمشي بشكل طبيعي، ولكنني أراقب نفسي ومشيتي، وكل تصرفاتي، وأتلعثم فيها عندما أكون خارج البيت.

وللعلم يا أستاذي أنا عمري 23 سنة، مغترب عن بلدي، ومقيم ببلد عربي مع الأهل، ووضعي المادي جيد، وجميل -الحمد لله-، ولكنني تعرضت لمواقف صعبة غيرت حياتي، تغربت عن بلدي بسبب الحروب، ولموت شخص عزيز علي، وخوفي من المستقبل، فأنا أعين أسرتي بعد الله على مصروفاتها في الغربة، وأكثر من موقف صعب تعرضت له أودى بي لوضعي الحالي، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم ما تعاني منه هو في مجمله رهاب اجتماعي، أو قلق اجتماعي، مصحوب بأعراض قلق وتوتر، وهذا طبيعي، لأن الرهاب الاجتماعي هو من يعني يأتي من ضمن اضطرابات القلق، وطبعاً وجودك في بلد آخرن ووفاة شخص مقرب إليك، والحرب التي دارت في بلدك -يا أخي الكريم- كلها أحداث حياتية تفاقم المشكلة، لأنه في الوضع الطبيعي الإنسان قد يتغلب أو يستطيع أن يواجه هذه الأشياء، ولكن وجود أحداث إضافية في حياته تجعله أكثر ضعفاً، وأقل استعداداً للمقاومة، والمواجهة وهذا ما حصل معك -يا أخي الكريم-.

الشيء الطبيعي أن تقابل طبيبا نفسيا ليقوم بوصف العلاج لك، والعلاج يمكن أن يكون دوائيا ويمكن أن يكون نفسيا، والمتابعة حتى تعود إلى حالتك الطبيعية، ولكن بما أنك قلت أنك لا تستطيع مقابلة طبيب نفسي، فلا مناص من أخذ أدوية تساعدك إن استطعت الحصول عليها في البلد الذي تقيم فيه -يا أخي الكريم-، وأنسب علاج هو السبرالكس، أو استالبرام اسمه العلمي 10 مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الأكل يومياً لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويجب أن تنتظم لفترة لا تقل عن 6 أسابيع إلى شهرين، حتى تبدأ هذه الأعراض في الاختفاء، وحتى تعود إلى حالتك الطبيعية، وبعدها يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك خفضه بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف نهائياً، وهناك أشياء -يا أخي الكريم- يمكن عليك فعلها وهي الرياضة، وبالذات رياضة المشي، تؤدي إلى خفض التوتر وإلى الاسترخاء، والالتزام بالصلاة، والدعاء، والذكر كل هذه الأشياء -إن شاء الله- تزيد الطمأنينة في النفس والسكينة، وتساعدك في التخلص مما أنت فيه.

وللفائدة راجع علاج الخوف من المستقبل سلوكيا: (263284 - 2306289 - 2248962).

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً