الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام متفرقة في الصدر، ما تشخيصكم لذلك؟

السؤال

السلام عليكم ..

أنا شاب أعاني منذ أكثر من سنة من آلام متفرقة بالصدر، وخصوصا بالجهة اليسرى أعلى وأسفل الثدي، وفي بعض الأحيان في أعلى الصدر من الأعلى، أو وسط الصدر، الآلام في بعض الأحيان تكون في الجهة اليسرى من الظهر (اللوح الأيسر)، كما أشعر بحرقة بالصدر، وخصوصا الجهة اليسرى، تستمر لأقل من ثانية، وطعم حامض وحارق بالصدر، وأحيانا بالحلق، خصوصا عند حمل شيء ثقيل.

لا أستطيع وصف الألم، ولكنه ليس كالثقل، ولا كالضغط، وأعاني من ضيق بالتنفس عند العصبية في بعض الحالات، وعند مجهود بسيط جدا، ولا يوجد ضيق بالنفس عند الرياضة، عند ضيق التنفس لا يكون هناك وجع بالصدر.

الآلام من 10 تقريبا إلى 2 درجة، وأمارس رياضة رفع الأثقال منذ 4 أشهر، ورياضة ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة 3 مرات بالأسبوع، ورفع الأثقال 5 أيام بالأسبوع، الآلام غير موجودة، ولا تزداد وقت ممارسة الرياضة، بعض المرات تزداد الحرقة عند رفع الأثقال، ولكن إذا تناولت دواء للحرقة لا يكون هنالك إحساس بالحرقة.

طبعا لدي تجشؤ بشكل دائم، يزداد عن لعب الرياضة، وعند الاستيقاظ من النوم، وغازات بشكل كبير جدا، والبراز يكون أقرب للإسهال عند الصباح، ولا أتبرز باقي اليوم، وأعاني من قولون عصبي.

فحوصات الدم والفيتامينات، وأنزيم القلب، السكر والكلسترول، وأنزيمات الرئة، وزُلال البول والحديد، كلها طبيعية -الحمد لله-.

تخطيط القلب أكثر من 5 مرات -الحمد لله- ممتاز، صورة إيكو للقلب -الحمد لله- ممتازة، راجعت دكتور القلب، وعمل لي فحصا سريريا -الحمد لله- طبيعي، ثم دكتور باطني، وبعد الفحص قال لي: إنني أعاني من قولون عصبي، وبعدها فحصت عند طبيب آخر قال: الفحص سليم، فأخذت أدوية للقولون العصبي، ولكن لا يوجد نتيجة بالنسبة للألم.

أصبح لدي قناعة بأنني أعاني من انسداد الشرايين، أو مرض بالقلب، ولم أعد أثق بالأطباء، وأشعر بأنني سوف أتعرض للجلطة في أي وقت، ولم أعد أعرف ماذا أفعل، أو أين أذهب؟ فالآلام مزعجة لأنها منذ زمن طويل.

عمري 33 سنة، بالنسبة للتدخين -الحمد لله- تركته منذ 11 شهرا، ولا أعاني من السمنة، وبالنسبة للضغط فهو مستقر 70/120، طبعا إذا كان القياس عند الطبيب يكون مرتفعا 150-85، والسبب هو الخوف، فأنا كثير الخوف من الأطباء، والطبيب قال لي: إنني أعاني من شيء اسمه خوف الرداء الأبيض، أعتذر جدا على الإطالة، ولكنني فعلا محبط وخائف جدا، فالحالة بدأت معي منذ أن تعرض نسيب لي عمره 26 سنة لنوبة قلبية، وكانت زوجتي حامل أيضا، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من خلال مراجعتك لأطباء القلب، ومن خلال عمل الفحوصات اللازمة نؤكد لك -بحول الله وقوته- أنك لا تعاني من مرض في القلب، خصوصا وقد أنعم الله عليك بترك التدخين، مع عدم معاناتك من السمنة أو ارتفاع الضغط ولا السكر، وكل تلك العوامل تسمى عوامل خطورة أو risk factors، ومن الواضح أن عمرك ما بين الثلاثين والأربعين، وهو سن شباب مع ممارستك لكل أنواع الرياضة وهذا شيء رائع، بقي لك أن تفحص نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية للاطمئنان على عدم ارتفاعها.

ولذلك نطمئنك تماما أن ما تعاني منه هو بعض المخاوف، وكما قال لك الطبيب المعالج: إن لديك ما يسمى خوف الرداء الأبيض، أو White coat hypertension، أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو البيض، كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين، الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط قليلا، وعند الانتظار 10 دقائق في العيادة أو المركز الطبي، وقراءة شيء من المطويات، أو شيء من القرآن الكريم، نجد أن ضغط الدم تراجع كثيرا إلى النسب المقبولة.

والقياس الأفضل لديك هو قياس الضغط في المنزل، من خلال حمل جهاز هولتر، وهو جهاز لقياس ضغط الدم، ويتم حمله لمدة أربعة وعشرين ساعة، حيث يقيس الضغط كل 10 إلى 20 دقيقة، وهو جهاز صغير الحجم وممغنط، ومتصل بجهاز كمبيوتر يقوم أتوماتيكياً بقياس الضغط حوالي 150 إلى 200 مرة في اليوم والليلة، ويسجل كل تلك القراءات، ويعطي صورة كاملة عن القلب والضغط.

وما تعاني منه من آلام هو عبارة عن آلام في عضلات القفص الصدري، وعضلات الرقبة والظهر، وقد يعود ذلك إلى نقص فيتامين Dوفيتامين B12، وفقر الدم، ولذلك يمكنك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع الحرص على الإكثار من الحليب، وتناول منتجات الألبان، ولا مانع من تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا، لمدة 10 أيام كمسكن للألم، ثم عند اللزوم بعد ذلك.

وللتخلص من مخاوف المرض لا مانع من زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي، ولتناول بعض الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين ذلك الموصل العصبي المهم في المخ، وندعو لك الله أن يمن عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً