الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من فقدان التعبير وتبلد وسطحية في المشاعر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

لدى استفسار بخصوص مرض فقدان التعبير عن المشاعر أو ما يعرف بـاليكسيثيميا، ‏حيث إنني منذ فترة كبيرة وأنا أعاني من تبلد وسطحية في المشاعر، وعدم القدرة على التعبير عنها، ‏بالإضافة إلى معاناتي من قلقٍ نفسي، وعسر مزاج، وفقدان للرغبة الجنسية، وأتناول عقار ويلبوترين ‏منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى عقار الدوجماتين، ومؤخراً استبدلت الدوجماتيل بالفافرين 50م؛ لأنه يوثر على الرغبة الجنسية، وأتناول حبة واحدة مساءً، فهل تنفع هذه الأدوية في علاج تبلد ‏المشاعر؟ وما هي نصائحكم للتخلص من هذا التبلد في المشاعر؟ مع العلم أني ذهبت لأخصائي ‏نفسي، وأخذت ما يزيد عن خمس عشرة جلسة نفسية، ولكن دون جدوى.


جزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، ما يعرف بعلة فقدان التعبير عن المشاعر في معظمه قلق وسواسي، وكثير من الناس يقلل من قيمته الذاتية ومن مستوى مهاراته؛ مما يجعله يوسوس حول هذا الأمر.

التعبير عن المشاعر يكون أولاً من خلال حسن التواصل الاجتماعي، ومشاركة الناس في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم؛ لأن المشاعر هنا تبدأ في التلين، وتبدأ في الظهور، لا شك في ذلك، فعليك بالدعاء -أخي الكريم-، نسأل الله تعالى أن يجعل الرحمة في قلبك وفي كل شيء.

وأثبت أيضاً أن المسح على رأس اليتيم وكفالة اليتيم تؤدي إلى بناء مشاعر إيجابية، وتوقظ فينا مشاعر الرحمة والقدرة على التعبير الوجداني السليم؛ هذه هي الأسس -أخي الكريم- التي من خلالها تستطيع أن تتخلص من هذه العلة، ودائماً اسع لتطوير ذاتك، كما ذكرت لك من خلال: التواصل الاجتماعي، الاطلاع، القراءة، الانخراط في عمل اجتماعي، الإكثار من زيارة الأهل، والأرحام، وزيارة المرضى، والترفيه عن النفس بما هو مفيد وجميل؛ فالعلاج الاجتماعي يعتبر ركيزة أساسية وجوهرية لعلاج مثل هذه الحالات والتي هي أصلاً في معظمها قلقية ووسواسية، وهي قطعاً ليست واضحة المعالم أبداً.

أخي الكريم، تلاوة القرآن بتمعن وتدبر تولد مشاعر في الإنسان -لا شك في ذلك-، والتوقف عند بعض الآيات والأحداث العظيمة، والصلاة الخاشعة؛ هذه كلها تولد مشاعر ووجداناً إيجابياً في الإنسان.

أنت متزوج –والحمد لله- فكن شخصاً لطيف مع زوجتك أخي الكريم، عاملها بالتي هي أحسن، وبشيء من الدعابة، وإن كان لك ذرية أيضاً حاول أن تلاعبهم؛ هذا كله يبدل المشاعر ويجعلها إيجابية جداً.

بخصوص العلاج الدوائي: الولبيترين يحسن من درجة اليقظة عند الإنسان ويحسن المزاج، فلا مانع أن تتناوله بجرعة 150 مليجراما في الصباح، والدوجماتيل أنا لا أرى حقيقة له داع، والفافرين لا بأس به، لكن هنالك العلاج الجديد الذي يسمى فالدوكسان هذا هو اسمه التجاري، ويسمى علمياً أبوملاتين، بجرعة 25 مليجراما ليلاً ذكر أنه ينقل المشاعر من درجة الحيادية إلى درجة الفاعلية حتى في علاج الاكتئاب، فيمكن أن تستشير طبيبك ما إذا قررت تناول هذا الدواء، وفي حوالي 1 إلى 2% من الناس قد يؤدي إلى ارتفاع في إنزيمات الكبد؛ لذا يتطلب البروتوكول العلاجي الخاص بأن يتم فحص وظائف الكبد قبل البدء في العلاج، وكذلك بعد الاستمرار فيه، بعد ثلاثة أسابيع الأولى من تناوله يتم إجراء الفحص، ومن ثم بعد 6 أسابيع، وكذلك بعد 12 أسبوعا، هي مجرد خطوات تحوطيه رأيت من الواجب أن أذكرها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً