الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة التوازن العاطفي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فأنا سيدة عمري 35 سنة مطلقة بدون أولاد، مشكلتي تبدأ من يوم طلاقي، وهذا الطلاق كان بسبب عدم الإنجاب، وكان طلاقاً متعسفاً من طرف الزوج حيث أن هذا الزوج حكم علي بالطلاق لأجل سبب ليس بيدي ولكن هو قضاء الله وقدره فالله يرزق من يشاء الولد.

أنا أصبحت لا أثق في الناس، ألوم نفسي كثيراً، أنزعج لأتفه الأشياء، أصبحت عصبية، والذي أصبح فعلاً يؤرقني ويتعبني وهو سبب طرحي للمشكلة أنني أصبحت أتأثر كثيراً ونفسيتي دائماً تعبة، مثلاً: إذا رأيت أحداً يعامل أولاده معاملة سيئة أتعب وأقول: إذا كانوا لا يريدون هذا الولد لم الله حرمني أنا التي تريدهم ومحتاجة لهم لدوام زواجي ولم يرزقني الله بهم ورزق غيري وهم غير سعيدين بهذا!؟ دائماً أسأل هذا السؤال.

ولكنني أرجع وأقول: هذا من شأن الله، وهو العالم بما يفرحنا وما يسعدنا، والله لا يظلم العباد، ولكن إذا حصل موقف أمامي ذكرني بزواجي وعدم الإنجاب أرجع لنفس هذا السؤال وهذا يتعبني ويفقدني اتزاني.
وأيضاً أصبحت حينما أسمع أشياء مثل عدم صدق الناس والنفاق الموجود أتأثر كثيراً، وحتى لو لم يكن هذا خاصاً بي. وأنا ومنذ أربعة أيام أنا متأثرة بموقف حصل مع أخي جعلني أحزن وأكتئب، رغم أن هذا الأمر لم يكن يخصني أنا بل أخي لكن تأثرت به كثيراً.

الموقف هو أن أخي كانت له علاقة مع فتاة وكان ينوي الزواج بها وكانت هي أيضاً موافقة على الزواج وهي من العائلة، ولكن حينما تقدم أخي لخطبتها وجدناها قد خطبت لآخر، وهذا الأمر أتعبني؛ لأنها قامت بخداع أخي، ورغم أنها من العائلة وقريبة جداً وتعلم أنا أخي لن يتركها بل كان جاداً في علاقته ويريد الزواج بها، تأثر أخي بهذا، وإحساسي به جعلني أتأثر كثيراً، ولقد فقدت الإحساس بالثقة لدي لأقرب الناس عندي وهي عمتي أم الفتاة التي كان يريد أخي الزواج بها.

وسبب تخلي الفتاة عن أخي كان المادة، رغم أن أخي متعلم ويشتغل وابن عائلة، يعني لم يكن هناك ما يعيبه، وفي الأخير سيدي الفاضل أريد أن أرتاح من كل هذه الأحزان، أنا أتأثر بسرعة وأغضب كثيراً وهذا الأمر يجعلني لا أرتاح في حياتي، أنا حينما يحصل معي هذا أفقد النوم وأحس بألم في بطني وقلبي. أرجو إفادتي سيدي بالدواء الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وهيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولاً: نسأل الله تعالى أن يعوضك خيراً عما فقدتيه.

من الواضح أنك تحملي سمات الرقة والعطف والحساسية في شخصيتك، وبصفةٍ عامة نقول: إن القلب الرحيم خيرٌ من القلب القاسي، ولكن التوازن الوجداني والعاطفي هو ضرورة للإنسان خاصة في تعامله مع الآخرين، فالواحد منا في هذا الزمان لا يستطيع أن يفرض قِيمه على الآخرين، بل على العكس ربما يكون من الواقعي أن نتوقع الخذلان والشر من الآخرين، وإن كان الأصل في الأمر هو أن نحسن الظن.

عطفك نحو الأطفال هو شيءٌ طبيعيٌ وجميل، ولكن أرجو أن لا تُسيطر عليك الغيرة، ويمكن أن تتغلبي على المشاعر السلبية بأن تقولي حين ترين طفلاً: (ما شاء الله، وتبارك الله).

لقد وُجد أن مثل هذه المشاعر السلبية، والتي من سماتها الوساوس والإحباط، تستجيب كثيراً لبعض الأدوية المحسنة للمزاج، والدواء الذي سوف يُناسبك يُعرف باسم (بروزاك) أرجو تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة كل يومين لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، علماً بأنه من الأدوية السليمة والفاعلة، وقليلة الآثار الجانبية السلبية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً