الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني استبدال الإيفكسور بدواء آخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة، أما بعد.

سؤالي للدكتور محمد عبدالعليم جزاه الله خيرا.

أعاني من قلق مصحوب بأعراض ذهانية، وتعالجت منه -والحمد لله- بتناول دواء الإيفكسور ١٥٠ قبل ٥ سنوات، وتركت العلاج ثم رجعت له مرة أخرى بعد سنة من تركي له، حين أحسست بأعراض القلق، عدت بجرعة ٧٥ وإلى الآن منذ أربع سنوات، وأنا أستخدمه يوميا، ولا أزال أعاني من حالة القلق، وحين نسيانه ولو ليوم واحد أشعر بآثار انسحابية شديدة، ولا أستطيع الخروج من البيت.

هذا غير أني أعاني من تأخر القذف، والإيفكسور ساعد على ذلك بقوة، فهل هناك دواء يمكنني استخدامه تلقائيا مع ترك الإيفكسور مباشرة بدون الشعور بالأعراض الانسحابية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك - أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية.

أول ما أنصحك به - أخي الكريم - هو التأكد من التشخيص، القلق ليس من المعروف أن يكون مصحوبًا بأعراض ذهانية، والإفيكسور ليس العلاج المثالي للقلق، نعم قد يُساعد، لكنه في الأصل هو عقار يُعالج الاكتئاب النفسي، ولا علاقة له بعلاج الذهان.

حقيقة أنا سأكون مرتاحًا جدًّا إذا ذهبت - أخي الكريم - وقابلت الطبيب المعالج، لأن التأكد من التشخيص وتمحيص هذا الأمر هي الركيزة والنقطة الجوهرية التي ينطلق منها المعالج، بدون تأكيد التشخيص والتحقق منه يجب ألَّا يتناول الإنسان أي دواء في الطب النفسي، هذه - أخي الكريم - هي نصيحتي الأولى لك، وأعتقد أنها نصيحة مهمَّةٌ جدًّا.

الإفيكسور يُعرف عنه أنه فعلاً يؤدي إلى أعراض انسحابية حين التوقف عنه، والإنسان إذا توقف عنه يومًا واحدًا قد يشعر بالقلق وبالتوتر وبالدوخة، ويحس أنه لديه تشوّق لتناول الدواء، لذا التوقف التدريجي دائمًا مهم.

في كثير من الدول توجد جرعة 37,5 مليجراما، ففي مثل حالتك يمكن أن تتدرَّج في الجرعة وتجعل الخمسة وسبعين إلى سبعة وثلاثين ونصف مليجراما لمدة شهرٍ مثلاً، ثم تتناول سبعة وثلاثين ونصف مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

إذا كان بالفعل تشخيص حالتك هو القلق فهنالك أدوية بسيطة تُعالج القلق مثل عقار (دوجماتيل) مثلاً، بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وهنالك عقار يعرف باسم (فلوبنتكسول) بجرعة نصف مليجرام صباحًا ومساءً. وهنالك عقار يعرف باسم (بسبار) يُبدأ بجرعة خمسة مليجرامات صباحًا ومساءً، ثم يتم التدرُّج في رفع الجرعة إلى أن تصل إلى ثلاثين مليجرامًا يوميًا.

الكثير من مضادات الاكتئاب الأخرى غير الإفكيسور حين يتم تناولها بجرعاتٍ صغيرة يمكن أن تكون مضادات فاعلة جدًّا لعلاج الاكتئاب، وقد لا تُسبب أعراضا انسحابية، البروزاك مثلاً لا يُسبِّب أعراضا انسحابية، والفافرين أيضًا أعراضه الانسحابية قليلة جدًّا.

أخي الكريم: الخيارات كثيرة وموجودة، وأنا حقيقة أريدك أن تذهب إلى الطبيب، حتى ولو تقابله مرة أو مرتين لنتأكد من التشخيص، ومن ثمَّ تُوضع لك الخطة العلاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً