الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوم بعمل حمية وأشرب ماء كثيرا وأعاني من كثرة البول!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أقوم بعمل دايت، وأشرب ماءً كثيراً، تقريباً أكثر من لترين يومياً، مشكلتي أني أشعر بالرغبة الملحة لدخول الحمام، وأحس أني محصور (مزنوق) جداً، وأتبول بكميات كبيرة كل مرة، ولو تأخرت لن ألحق على نفسي، ولم أكن هكذا قبل الدايت، لأني لم أكن أشرب ماءً بكثرة، فهل الموضوع له علاقة بالدايت وشرب المياه الكثيرة، أم لدي مشكلة في المسالك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سكندرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خصائص عمل الكلية هو التخلص من فوائض السوائل في الجسم، وكما تعلم أنت تحتاج للسوائل بدرجة معينة، وذلك لإتاحة الفرصة للجسم للقيام بوظائفه الفسيولوجية المختلفة، وأما ما يزيد عن حاجة الجسم فإنه يتخلص منه عن طريق العرق والبول، وما يخرج بشكل طبيعي مع البراز.

أما العرق فإن نسبته تزيد عند زيادة حرارة الجو، وتخف جدا عند اعتدال حرارة الجو أو في فصل الشتاء، وحينها يكون الاعتماد الأساسي للجسم للتخلص من فائض السوائل على الكليتين ومن ثم المثانة البولية، ولكن هذا التصرف الكلاسيكي قد بدأ يتغير كثيرا في بلادنا، وذلك لقلة تعرضنا للحرارة بكثرة، نسبة للجوء الكثير منا إلى الأجواء الباردة نسبيا، نتيجة استخدام التكييف الهوائي في طرق المواصلات والمكاتب والمنازل والمحلات التجارية، وغيرها؛ مما شكل تغيرا في فيسيولوجية وتعامل أجسادنا مع السوائل الفائضة، كما هو موصوف أعلاه.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن تناول السوائل بكثرة يؤدي إلى ازدياد أو فرط حجم التبول، أو ما يعرف بالبوال، نتيجة لما وصفناه آنفا، ويكون رد فعل المثانة أولا بتحمل هذا الضغط الزائد، والحاجة المستمرة للتبول في فترات متقاربة وبكميات كبيرة، وبعدها من الطبيعي أن يلجأ الإنسان إلى الاستخدام المفرط لعضلة التحكم في البول أو الصمام البولي الخارجي، وذلك إلى حين تحين الفرصة المناسبة للذهاب إلى دورة المياه والتفريغ.

ولك أن تتصور في مثل حالتك من المبالغة في شرب السوائل بغرض الحمية وتنقيص الوزن، أن هذه العضلة وفي الظروف الطبيعية لا يحتاج إليها الإنسان كثيرا، ولكنها في حالتك ونسبة لزيادة حجم وكمية البول، فإنها قد تصاب بالإرهاق، ومن ثم إعطائك الإشارة بعدم القدرة على التحكم أو حتى هروب البول قبل موعده، إن كان على هيئة قطرات قليلة أو كاملا.

إذن: إرهاق المثانة وإرهاق عضلات الصمام البولي تؤدي إلى نتيجة طبيعية، وهي ما تشكو منه، ولكن مع ملاحظة أنه طبعا يجب التأكد أولا من عدم وجود أسباب أخرى للبول، مثل استخدام الحبوب المدرة للبول، مثل اللاسيكس، أو عدم وجود البول السكري.

نصيحتي لك بأن تقلل من نسبة ما تتناول من سوائل، وأن يكون مقياسك لتناولك كمية مناسبة من السوائل لون البول، فإذا كان لون بولك مائلا للاصفرار الغامق أو اللون البرتقالي المحمر، أو المائل للون البني، فإنك تكون بذلك تفرز بولا مركزا جدا، وجسمك يفتقد للسوائل، وتقوم الكلى بإفراز البول المركز في هذه الحالة، أما اللون المطلوب للبول فهو اللون الرائق أو لون الماء، أو عديم اللون، كما هو الحال في ماء الصنبور، وهذا يدلل على أن بجسمك كمية كافية من الماء، وتفيدك في مجهودك لإنزال الوزن أيضا.

إذا ما قمت بالمذكور أعلاه فإن حالتك ستخف تدريجيا، أما إذا استمرت فيمكن التحكم بها باستخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الكولونيرجات، ولا تنسَ مسألة الرياضة والمشي عشرة آلاف خطوة في اليوم.

وفقك الله في مجهودك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر سكندري

    شكر الله لكم وجعل هذا الجهد في ميزان حسناتكم يوم القيامة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً