الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ عدة سنوات، فما تشخيصكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، بعمري ٢٣ سنة، أعمل صرافاً في البنك، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ عدة سنوات.

أعراضي هي: الإحساس بالبرد والحر في ذات الوقت، سماع أصوات أناس تنتقدني أو تشتمني أثناء حديثهم، وأعاني من العصبية، وأتخيل أشكال الناس وهم مستاؤون مني، ويشيرون علي، وأتذكر المواقف السلبية في الماضي، مثل الفشل الوظيفي قبل وظيفتي الحالية، كما أسمع أصوات عند النوم، وأفزع في نومي دون توقف الأفكار، وأندم على القرارات السابقة، ولا أستطيع التحدث في الهاتف.

أحيانا أدخل في مرحلة تحسن، ولكن عندما يتم نقلي مؤقتا للعمل من فرع إلى فرع في وظيفتي، تعود لي جميع المشاكل المذكورة وغيرها، حيث شعرت بشيء غريب في آخر مرة انتقلت فيها، حيث أحسست بأنني غير موجود، وفي حلم، وأن الأشياء والناس وكل شيء مجرد فيلم، حتى أن مشاعري تبلدت، ولم أذق طعم الوجود في الحياة، رغم عودتي لمكاني القديم منذ ١٠ أيام.

قرأت عن الأنية، وعرفت أنها مشكلة، وأخاف أن تستمر معي للأبد، والأدوية التي أستخدمها هي: سبرالكس ٢٠، بوسبار ٤٠، مقسمة على مرتين، أندرال ٢٠، زلدوكس ١٦٠، فما هو تشخصيكم لحالتي، وما نصحكم لي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا أعتقد أن ما تعاني منه هو رهاب اجتماعي، الرهاب الاجتماعي -أخي الكريم- هو اضطراب من اضطرابات القلق، ومن أعراضه أن الشخص يحس بأعراض قلق وتوتر، وارتباك في مواقف اجتماعية معيَّنة مثل الكلام أمام الناس أو الإمامة بالناس الصلاة الجهرية، أو حتى إمضاء شيك، وتوقيع على أوراق رسمية أمام بعض الناس، يرتبك الشخص ويضطرب ويتفادى هذه المواقف، هذا هو الرهاب الاجتماعي، ليس به سماع أصوات، ليس به تخيلات، وليس به أعراض الأنّية.

إذًا ما تعاني منه في الأول ليس رهابًا اجتماعيًا، ولكن ما هو؟ لا أستطيع أن أُدلي بتشخيص مُحدَّدٍ من الأعراض التي ذكرتَها، ولكن أعراضك هي مزيج من أعراض القلق والاكتئاب.

عرض الأنية قد يكون من أعراض القلق -أخي الكريم- واضطراب الأنية يعني أن عرض الأنية الذي تعاني منه لا توجد معه أعراض أخرى، فيسمَّى هذا اضطرابًا أنّيَّة، أما إذا كانت هناك أعراض مصاحبة -أعراض قلق واكتئاب- لعرض الأنية فلا يُسمَّى هذا اختلال الأنّية، أما بخصوص الأدوية فإنك تتناول مزيجًا من أدوية الاكتئاب والقلق، وهذا يمشي مع ما تعاني منه من أعراض، ولكن أنا شخصيًا لا أفضل الأدوية الكثيرة، أفضل دائمًا إعطاء دواء واحد، والدواء الذي يمكن أن يُعطى يُعالج القلق والاكتئاب في آنٍ واحد، أفضل دواء واحد بأقصى جرعة وأعطيه الزمن الكافي، وإن لم يستفد منه الشخص ينتقل إلى دواء آخر.

نصيحتي -أخي الكريم- أن تواصل مع الطبيب النفسي الذي كتب لك هذه الأدوية، وإذا رأيت أن تذهب إلى طبيب آخر لأنك لم تستفد من الطبيب الأول، أو لا تستطيع التواصل معه، فلا غضاضة في ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً