الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة وحيرتها في القبول ببشاب عقد على غيرها ويريد الزواج منها

السؤال

السلام عليكم.

لقد سبق وأرسلت لكم برسالة وكان رقم الاستشارة (17600)، وأشكركم كثيراً، والآن أحب أن أخبركم بباقي قصتي:

في المرة الماضية لم أترك الشغل مع هذا الشخص لأنني لم أستطع أن أترك مع أنني كنت أتعذب كثيراً وأتمزق من الداخل، لكن مع هذا الشعور كان بداخلي شعور التسليم التام لله وأنه لو كان خيراً لي سيكون نصيبي، وهو -جزاه الله خيراً- استمر بتصرفاته معي وسؤاله الدائم عني وحتى إنه لم يتم زواجه ولم يعد يذكر الموضوع، واتجه كلامه نحو أنه لا يحب هذه الفتاة وأنه يحبني.

لكنني في الحقيقة لم أعد أثق به، حتى إنه كان عذابي أكبر لأنني قبل أن أعلم بالقصة كنت أدعو الله أن يكون من نصيبي، أما في هذه الفترة فأصبحت لا أستطيع الدعاء بذلك خشية أنني أكون أدعو على هذه الفتاة التي لا أعرف اسمها.

ومنذ ثلاثة أيام فقط تم عقد قرانه وباركت له حتى إنني أنا أحضرت له الحلوى بدلاً منه؛ لأنني قلت له بأنه مثل أخي لأنني أحسست أن كرامتي ستجرح لأنه كان منتظراً أن أكون تعيسة وحزينة وأنهار! وسبحان الله الذي أراني هذه النظرة بعينه مع أنني كنت أخشى اليوم الذي سيتزوج به، وهل أقدر على تحمله، لكن الحمد لله فعلاً كن مع الله يكن معك، وبداخلي إحساس بالراحة لم أشعر به طيلة حياتي.

والآن هو ولم يتم دخلته بعد، لكنه يتكلم أنه سيتزوج زوجة أخرى. وهل أقبل بذلك؟ والله أنا الآن لا أكرهه ولكن ربنا يسامحه ويهديه ويتقي الله في زوجته، أنا أخبركم بهذا الكلام حتى أخبر جميع الفتيات اللاتي ممكن أن يتعرضن لحب ما، وطبعاً حب حلال بأن تصدق نيتها مع الله، والله لن يتخلى عنها.

والله الظرف الذي أنا فيه الآن لا أتمناه لأحد، لكن حلاوة التسليم لأمر الله ما أجملها، والصبر الذي أفرغه الله على قلبي ما أجمله؛ لذلك أمنيتي من كل البنات أنها عندما تريد الزواج أن يكون في نيتها عمل بيت إسلامي وتختار على هذا الأساس والله لن يضيعها.

لكن بصراحة هذا الشخص دائماً أراه في منامي وهو يريد الصلاة كأني أنا أصلي قبله، وعفواً للإطالة لكنني شاهدت في نومي أنني في بيتنا وجاء أخي ومعه شخص لا أستطيع أن أحدد من هو لكنني أعرفه، وكان يريد الدخول إلى بيتنا وأنا غير محجبة وأقول هذا لأخي، لكنه يقول لا مشكلة فالشاب صائم، ولن ينظر إليك، سيمر للغرفة الأخرى فقط، لكنني قلت له بما أنه صائم فذلك أدعى أن أتحجب، وارتديت لباس الصلاة وكان لونه أبيض وجميل وفضفاض، ودخلت إلى الغرفة التي فيها الشاب لأضع له سجادة الصلاة حتى يصلي عليها، وكان في الغرفة ثلاث سجادات قبلها لكنها منحرفات عن القبلة قليلاً، فمددت السجاد ولونها أحمر قاتم، وجاء هو للصلاة، وهو متجه للصلاة لمسني فابتعدت عنه وقلت: تريد الوقوف بين يدي الله وتفعل هذا، ثم صلى وكنت أحضر الطعام ليفطر عندنا، هل يعني هذا أنه سيمن الله علي بالزوج الصالح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا وتواصلك معنا دائماً، ونحن في خدمتك وخدمة جميع المتصلين بهذا الموقع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدّر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحمد الله إليك أن رزقك الرضا والتسليم لقضائه وقدره، وما تشعرين به إنما هو ثمرة من ثمار الرضا بقضاء الله وقدره، والخضوع والتسليم لحكمه وإرادته، فاحمدي الله على ذلك، وأكثري من شكره وذكره وحسن عبادته.

وأما بخصوص عرض هذا الأخ عليك أن تكوني زوجة ثانية، فهذا نوع من العبث واللعب والجنون، إذ كيف يفكّر في الزواج من ثانية وهو لم يدخل بعدُ بالأولى؟!

إنني أراه والله أعلم شخص غير سوي أو غير طبيعي، وكان الأولى به إذا كان رجلاً صادقاً أن يواجه أهله بحبه لك ورغبته في اختيارك زوجةً له، أو أن يأتي إليك مُعتذراً عن عدم قدرته على إقناع أهله بالزواج منك، ثم يتركك في حال سبيلك، ولا يحاول تعكير صفوك وتكدير خاطرك ما بين لحظة وأخرى، نعم إنه يبدو من كلامك أنه يحبك، ولكنه غير قادر على مواجهة أهله، فليكن شجاعاً نبيلاً ويعترف لك بذلك، أو لا يعترف ويدعك وشأنك، والله سبحانه لن يتخلى عنك، فإنه سبحانه لا يضيع أهله، لذا أرجو أن تُغلقي هذا الباب تماماً، وألا تلقي بالاً لأي كلام يصدر منه.

وأما عن الشخص الذي رأيته في الرؤيا، فقد يكون فعلاً من نصيبك، وهو على خير، وستكون عاقبته معك إلى خير، وإن شاء الله -كما ذكر المعبرون- سيكون زوجاً لك، ويصلح الله حالك معه، وستكونين عوناً له على طاعة الله إن شاء الله، فاصبري وتوكلي على الله، وأكثري من الدعاء بالزوج الصالح، وأن يعينك الله على نسيان الأخ السابق، وأن يعوضك خيراً.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً