الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع البرامج التنصيرية؟

السؤال

السلام عليكم..

لقد حاولت عدة مرات أن أعرف سبب كره أحد القساوسة في قناة الحياة الدعائية التبشيرية والذي يتهم فيه الإسلام بأنه دين ارهاب وعنف وأنه انتشر بحد السيف، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زنيخرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرد كيد الظالمين إلى نحورهم، وأن يرينا فيهم آية من آياته، وأن يثبت المسلمين جميعاً على الحق، وأن يبصرهم بكيد أعدائهم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تشكو منه ما هو إلا صورة مكررة من الحقد والحسد والكراهية التي تمتلئ بها صدور هؤلاء الكافرين الذين يُريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم وبغيظهم، ويقتلهم هذا الانتشار المذهل للإسلام، رغم محاولاتهم المستميتة للحيلولة دون حدوث ذلك، ورغم ما يبذلون من أموالٍ هائلة، ويضعون من خطط محكمة لصرف المسلمين عن الإسلام، ورغم ذلك يرون الإسلام في انتشار، خاصةً في العالم المتحضر، فما من يومٍ يمر إلا وتسمع عن العشرات الذين يدخلون الإسلام من جميع الجنسيات ومن جميع أنحاء العالم خاصةً الغرب.

فهذا القسيس المريض مثله مثل النملة التي تريد أن توقف الطوفان، أو أن تتحدى الإعصار، ونسي أن الإسلام هو دين الله وشرعه ورحمته للعالمين، وأن الإسلام ينتشر بطاقته الذاتية وقدرته على المواجهة والتحدي، وإعجازاته العلمية المبهرة التي تظهر يوماً بعد يوم، وعظمة عدالته، ومراعاته لطبيعة الإنسان، بعيداً عن الإفراط والتفريط.

إننا معاشر المسلمين لا نبذل جهداً يذكر في الدعوة إلى الإسلام، إنما الإسلام هو الذي ينتشر بنفسه وبنصوصه وحقائقه، ولذا لا تُلقِ بالاً لمثل هذا المسكين؛ لأنه سيموت هو وأمثاله بغيظهم ((وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))[التوبة:32] إلا أن دورك إنما هو في عدم الإنصات إليه، وحث المسلمين المحيطين بك على مقاطعته؛ حتى لا تتسرب مثل تلك الشبه إلى قلوب البسطاء من المسلمين، فتؤثر فيهم، ثم محاولة الاطلاع على الكتب الإسلامية التي ترد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وكيفية إبطالها والقضاء عليها، ومن ثم مساعدة إخوانك الذين قد تثار لديهم مثل تلك الشبهة، وذلك ببيان الحق لهم، فأد دورك المطلوب، وأوقد شمعة ولا تعلن الظلام، وحصن نفسك بالعلم، وساعد إخوانك، وبين لهم حقيقة هذه الشبه، وقل دائماً كما قال الله: ((قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ))[آل عمران:119].

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً