الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يلح عليّ بزيارة أهله كثيرا وأنا لا أرغب لانشغالي ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ ما يقارب 6 أشهر، وعلاقتي بزوجي جيدة -والحمد لله- وأنا موظفة وأعين زوجي في مصاريف البيت، وأعود الساعة 4:00 للبيت، ولدي طبعا واجبات كأي زوجة، ومهام تتطلب مني الوقت والجهد.

أنا أزور أهل زوجي كل يوم جمعة، ونقضي اليوم عندهم، وأحاول أن أكون في قمة الأخلاق والأدب، حتى لو سمعت كلمة تؤذيني أتغاضى عنها، وأهل زوجي لديهم الكثير من المشاكل العائلية التي لا أحب أن أكون جزءاً منها، وهم دائما يتحدثون عن هذه المشاكل، والجو العام يكون سلبيا بالعادة، ولكنهم يعاملونني أيضا باحترام.

تكمن مشكلتي مع زوجي أنه يريدني أن أزورهم معه عندما يذهب خلال الأسبوع، ولا يكتفي فقط بيوم الجمعة، وأنا كنت أجاريه بأول أشهر الزواج، ولكنني بدأت أتضايق من كثرة مشاكلهم، وقررت أن أزورهم يوم الجمعة معه فقط، فبدأت مشاكلهم تتسلل لحياتنا، وتؤثر علينا، وأنا لا أريد أن أتأثر بهذا، ولا أحب أن أكون في مكان أشعر بالسلبية فيه.

زوجي لا يستوعب هذا الشيء، والمشاكل دائما بيننا عن هذا الموضوع، لأن أهله يلحون عليه بالسؤال ويضغطون عليه كثيرا، كأين زوجتك لا تزورنا إلا مرة في الأسبوع؟ ومثل هذا النوع من الكلام، حاولت أن أفهّمه أنني أتعب ولا أحب الزيارات المتأخرة، وأنني أفضل الجلوس في المنزل والقيام بأعمالي التي أقوم بها عادة، وليس لدي مانع أن يزورهم هو في أي وقت، بالعكس أنا أحثه على فعل ذلك، فما الحل في مثل هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمشكلات العائلية تحتاج في حلها إلى الحوار والتفاهم بين الزوجين في وقت الهدوء، وليس في وقت الخلاف؛ لأن النفوس تكون آنذاك مشحونة وغير مستعدة للتفاهم أو التنازل عن الرأي، لذا أنصحك أن لا تناقشي زوجك في حل المشكلة في وقتها، بل عليك الاستجابة لطلبه، ثم بعد الهدوء يتم التفاهم معه حول أي مشكلة، بحيث تتفقون على موعد أسبوعي أو أكثر لزيارة أهله، بضوابط تلتزمين بها أثناء الزيارة حتى لا تؤثر على حياتكما سلبا.

ويمكن أن تنهي كثرة أسئلة أهله عن غيابك عنهم أثناء الأسبوع بالاتصال بهم يوميا، والسؤال عنهم وتلطيف الأجواء معهم، وإشعارهم بالاحترام والتقدير خاصة والده ووالدته، وإبلاغهم بحرصك على رؤيتهم لولا ظروف منعتك من ذلك ... وهكذا، حتى إذا رضوا عنك وأحبوك، فسيخف انتقادهم لغيابك عنهم أثناء الأسبوع ويعذرونك في ذلك، وإذا خف انتقاد أهله لغيابك ستنتهي عندها المشكلة؛ لأن سببها طلب أهله وعتابهم عليه لغيابك عنهم، خاصة إذا كنت مشغولة فعلا بأعمال أخرى في البيت.

كما ننصحك أن تكثري من مدح أهله عنده والثناء عليهم أمامه، بحيث يشعر أنك تحترمين أهله، وأن غيابك عنهم ليس احتقارا لهم، بل لانشغالك بأعمالك وواجباتك المنزلية، وكونك ايضا موظفة.

حاولي أن لا تركزي على مشاكل أهله أمامه فتشعرينه بالتحدي وعدم الاعتراف بها، بل اعرضي عنها تماما؛ لأن الظاهر من وصفك له أنه يحب أهله ويريد يجلس معهم كثيرا، ومن ثم لا يحب نقدهم.

ولو افترضنا أن زوجك أصر عليك في زيارة أهله ولم يقتنع بفكرة تقليل الزيارة، فننصحك بالتجاوب معه، وتحويل الزيارة إلى هدف سامٍ تقومين به أثناء الزيارة، وهو كسب ود زوجك، وإدخال السرور على أهله، وتقديم بعض النصائح غير المباشرة لهم لحل المشكلات الأسرية من خلال القراءة في كتاب، أو سماع برنامج هادف، أو نحوها من الأساليب، وبالتدريج ستنتهي المشكلة، ويكون لك أجر في ذلك.

والذي أقصده من هذا النصيحة هو التفكير في تحويل المشكلة إلى فرصة، وعدم التوقف عندها عند عدم حلها وفق ما نريده نحن، كل ذلك مع الصبر والتحمل، والتعامل بالتي هي أحسن مع الآخرين، والتغاضي عن أخطائهم والدعاء والتضرع إلى الله بإصلاح الحال.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Okba

    يجب عليك أن تسمعي لكلام زوجك وأن تظهري له أنك تحبي أهله كثيرا فهذا يجعل الزوج أكثر سعادة وإرتياحا ويرد لك الجميل ويسعدك لأن نقطة ضعف أي رجل هو أهله خاصة أمه في المقابلة بطل لطف وإحترام تبلغيه أنك يمكن أن لا تذهب أحيانا بسبب التعب أو أمور منزلية وما شابه وتبلغيه كذالك بأنها ستكلم أهله هاتفيا للإطمئنان عليهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً