الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة دخول الحمام للتبول .. هل فعلاً بسبب القلق والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 35 عاما، متزوج، ولدي ابنة -بارك الله فيها-، منذ شهرين شعرت بألم خفيف بالجانب الأيمن، ولاحظت كثرة دخولي إلى الحمام للتبول، فقررت الذهاب إلى الطبيب وقد شخص الحالة أنها احتقان بالبروستات، وصرف لي بعض الأدوية.

بعد 9 أيام من أخذ الأدوية لم أشعر بتحسن، وبدأت بالقراءة على الانترنت عن مرض احتقان البروستاتا، وبدأ الوضع يسوء، حيث أصابني شعور بالخوف الشديد والاكتئاب والعصبية، وبدأت رحلتي مع الأطباء الذين أجمعو على أن التشخيص خاطئ، وأنه لا توجد مشاكل بالبروستات، ولكن بعد ذلك بدأت أشعر بآلام بالساق اليسرى ثم الساق اليمنى، والآن أشعر بحرارة بالقدمين، وأحياناً أشعر بأن الحرارة تنتشر بجسدي كله.

ذهبت لطبيب الأعصاب، قال بأنه بسبب التوتر، بعد ذلك ذهبت لطبيب نفسي، وقد شخص حالتي بأن لدي وسواسا من المرض، فهل بالفعل كل ما أشعر به من آلام بالقدمين وحرارة بهما وبجسدي هي كلها مجرد توهم؟ لأني دائما أشعر برغبتي للذهاب مجددا إلى الأطباء لعمل فحوصات جديدة، علما بأن الدكتور النفسي صرف لي دواء سيروكسات، وأنا مستمر عليه منذ ثلاث أسابيع تقريبا، ولكن لم أشعر بتحسن ملحوظ.

ما زلت أشعر بالخوف والقلق وعدم الرغبة بالخروج، أو اللعب مع ابنتي، أو الذهب معهم، أو التسوق، أشعر بالرغبة بالعزلة دائما، وأشعر بالأرق وعدم الرغبة بالطعام والتفكير الدائم فيما يحدث، وهل سينتهي أم لا؟ وهل سأبقى على حالتي هكذا؟ أفكار دائما تداهمني!

مع العلم أني فقدت من وزني تقريبا 7 كجم خلال الشهرين.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من علامات القلق والتوتر الذهاب إلى الحمام بكثرة، أي التبول والبول المتكرر، وهذا ظاهر حتى في الحياة العادية عندما يكون الشخص مثلاً في مقابلة مهمة أو قبل الدخول لامتحان واختبار لأي شيء، يكون هناك زيادة في البول، وهذه علامة من علامات القلق والتوتر.

والبروستاتا لا تأتي عادة في هذا العمر الصغير، فأنت ما زلت صغيرًا، خمسة وثلاثون سنة، البروستاتا دائمًا فيما فوق عمر الخمسين سنة، والحمد لله تم تصحيح التشخيص على أنه قلق وليس اضطراب بروستاتا، وطبعًا الإحساس بالخوف وعدم القدرة للعب مع ابنتك التي تحبها، كل هذا من علامات التوتر والقلق النفسي، وأيضًا التفكير الدائم –أخي الكريم– من علامات القلق، ونُقصان الوزن، إذا كان الشخص قلقًا ويحمل الهم فإنه مهما تناول من طعام ينقص وزنه بدرجة كبيرة.

الزيروكسات –أخي الكريم– علاج فعّال جدًّا للقلق، ولكن يحتاج لوقتٍ حتى نحكم عليه، يحتاج على الأقل ستة أسابيع، فما زلتَ في منتصف الطريق، ولا تستعجل، اصبر على الزيروكسات، وإن شاء الله بعد مرور ستة أسابيع إلى شهرين تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، من دخول إلى الحمام بكثرة، وقلق وصعوبة في اللعب مع ابنتك، وتستعيد وزنك، وبعد أن تزول هذه الأعراض ننصحك بالاستمرار في الزيروكسات لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك لابد من سحبه بالتدريج.

لا يمكن أن تتوقف عنه مرة واحدة، يُسحب بالتدريج ربع الجرعة كل أسبوع، حتى تتوقف عنه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً