الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإندرال هو العلاج المناسب للقلق؟

السؤال

أبلغ من العمر 40 سنة -والحمد لله- رب أسرة، رأيت استشارة عن القلق وسرعة ضربات القلب، ونصحتم باستخدام الإندرال، وفعلا أنا أستخدم الإندرال في بعض المواقف وأحس أني ارتحت من الحالة التي كنت أشعر بها.

السؤال: هل أستخدمه مدى الحياة؟ وهل يوجد له أضرار جانبية؟ علما أني -والحمد لله- لا أعاني من الربو ولا السكر.

ألف شكر للموقع والقائمين عليه، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أحد أسباب تسارع ضربات القلب بالفعل هو القلق والتوتر وكذلك الرهاب. في مثل عمرك – أي أربعين عامًا، أسأل الله تعالى أن يُطيل عمرك في العمل الصالح– يفضّل أن تجري فحوصات طبية، وهذه الفحوصات يجب أن تشمل وظائف الغدة الدرقية؛ لأن في بعض الأحيان زيادة هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، ويفضل أيضًا أن تجري تخطيطًا للقلب، وقطعًا الطبيب سوف يقوم بفحص نسبة السكر والدهنيات في الدم ووظائف الكبد ووظائف الكلى، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، وقوة الهيموجلوبين. فهذه فحوصات أساسية، لا تنزعج لها، لكن أي إنسان في عمرك يجب أن يقوم بها.

أنت ذكرت أن الإندرال استعماله يُشعرك براحة، والإندرال هو أحد كوابح البيتا، هكذا يُسمَّى، وهو بالفعل يتحكم في الجهاز السمبثاوي –أي العصبي اللاإرادي– والذي بزيادة فعاليتها أو عمله تظهر في شكل زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، وإفراز هذه المادة يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والإندرال قطعًا يكبح ذلك.

أخي الكريم: لا مانع أن تستعمل الإندرال، الدواء سليم جدًّا وفاعل وبسيط، خاصة أنه ليس لديك أي من العلل التي قد لا يستحسن تناول الإندرال معها. ابدأ بجرعة صغيرة، مثلاً عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً، ليس هناك ما يمنع أن ترفع هذه الجرعة إذا احتجتها حتى إلى أربعين مليجرامًا في اليوم.

إن كنت تشعر – أخي الكريم – بنوع من الخوف في بعض المواقف، فيفضل أولاً أن تبدأ بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار (زولفت) والذي يُسمّى علميًا (سيرترالين)، تناوله بجرعة صغيرة مثلاً، نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

هذا دواء ممتاز لعلاج القلق والمخاوف، والجرعة التي وصفناها هي جرعة صغيرة جدًّا. أنا أفضّل أن تُحسم الأمور بصورة أكثر علميَّةً ومتكاملة؛ لذا يستحسن أن تستعمل الزولفت لهذه الفترة القصيرة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أكرر مرة أخرى: استعمال الإندرال مهما طالت المدة لا بأس به أبدًا، لكن أي إنسان يتناول دواء حتى وإن كان البنادول لفترة طويلة يجب أن يُجري فحوصات طبية دورية، ومراجعة الطبيب –طبيب الأسرة مثلاً، أو الطبيب الباطنية– مرة كل ستة أشهر، هذا أمرٌ جيد جدًّا أخي الكريم.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً