الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الجاثوم والأحلام السيئة، فماذا أفعل؟

السؤال

بالأمس نمت بعد أن قرأت ما تيسر لي من القرآن وصليت الفجر حاضرا، وبعدها بفترة ليست بالطويلة -كنت أحلم-، ولم يكن حلما جيدا، فقد كنت أشعر بالرهبة الشديدة والضيق؛ كنت أصعد سلما حلزونيا صغيرا في طابور بشري، وبالكاد كنت أتحرك من شدة الزحام وضيق المكان، حتى أحسست بأني سأموت واقفة هكذا، ثم انقطع الحلم بما حدث.

انتبهت على الإحساس بأحدهم يثبت ذراعي ورأسي إلى الوسادة، كنت نائمة على بطني، علما بأني أبدأ نومي دوما علي الشق الأيمن، ويهمس في أذني كلاما كان أوله واضحا، كل سنة وأنت طيبة بلهجة شبه مستهزئة، ولكني فزعت، فلم أنتبه لما قال لاحقا، وأحسست بأنفاسه منتظمة دافئة تحرق أذني اليمنى، وكلما حاولت النهوض لم أستطع، وكأنه يثبتني بشكل أقوى، فرحت أنطق أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عدة مرات، وفي كل مرة لم أكملها كنت فقط أصل إلى "من" وينقطع كلامي، حتى نطقتها كاملة، وحينها توقف كل شيء.

جذبت المصحف الذي كنت أقرأ فيه سابقا إلى صدري، وظللت أبكي، وقرأت أذكار النوم مرة أخرى، ونمت. فسروا لي ما حدث جزاكم الله خيرا.

علما أني مررت بتجربة الجاثوم قبل هذا بضعة مرات ولم تكن كهذه المرة، عادة أشعر بأني لا أقوى على الحركة خلالها، لكن هذه المرة كنت مجبرة بقوة تمنعني وتثبتني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن هنا لا نفسر الأحلام، ولكن نعطي نصائح عامة وتوجيهات حولها:

ما حصل لك في منامك يسمى عند العلماء الجاثوم، قال ابن منظور: ( الجاثوم: الكابوس، يجثم على الإنسان، ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم جاثوم)، وهو نوعان:

عضوي: بسبب تناول طعام أو دواء يؤدي إليه، وهذا يحصل نادرا، وعلاجه بترك سببه أو مراجعة الطبيب المختص.

وشيطاني: وهو الذي يكون بسبب تسلط الشيطان على الإنسان، وهو الذي يتكرر كثيرا على الشخص، وعلاجه بالقرآن، والرقية الشرعية، والاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والنوم على طهارة، وتحصين المنزل بقراءة سورة البقرة فيه صباحا ومساء.

وما فعلته بعد استيقاظك هو التصرف الصحيح، لذا هدأت نفسك ونمت.

لذا ننصحك بالعناية أكثر بتحصين نفسك بالأذكار الشرعية، وتحصين منزلك بقراءة القرآن فيه، وخاصة سورة البقرة، وإخراج ما فيه من الصور والمنكرات.

- كما ننصحك بكثرة الاستغفار والتوبة والمحافظة على الفرائض والواجبات، والاستقامة على الطاعة، والبعد عن المعصية والمنكرات، فإن الشيطان لا سلطان له على عباد الله المخلصين.
- وعليك بكمال التوكل على الله والثقة به وعدم اشعار نفسك بالخوف وترك التفكير السلبي حول نتائج هذه الأحلام.

- وعليك العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيت رؤيا صالحة أو سيئة، قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره (ثلاث مرات)، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى (ثلاث مرات)، ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدا، وإذا رأى ما يحب فليحمد الله وليخبر بها من يحب ).

- وعليك أن تنامي على طهارة وذكر لله تعالى، ولا تنسي الدعاء والتضرع الى الله سبحانه، فلذلك أثر عظيم على النفس واستقرارها وهدوئها.

وللفائدة راجعي علاج الجاثوم سلوكيا: (272867 - 278937 - 2340681)، وعلاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975).

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً