الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علامات القلق تسارع ضربات القلب وضيق التنفس؟

السؤال

السلام عليكم
كل عام وأنتم إلى الله أقرب.

تعرضت زوجتي فجأة لتعب مفاجئ، ذهبت بها إلى الأطباء، وبعد الكشف عليها وعمل التحاليل أكدوا أنها سليمة، إلا أنها ظلت تعاني من ضيق في التنفس وضربات قلب سريعة، وألم في الصدر، وبرودة في الأطراف وتنميل.

ذهبنا إلى المشايخ وقالوا إن هذه أعراض مس، وقاموا -بفضل الله- بعلاجها من هذه الأعراض، إلا أنها ظلت تعاني من جفاف الحلق، وألم في الصدر، والشعور الدائم بالموت، وكثرة الأحلام والدوخة، وأن أحداً يمسك برقبتها، والخوف من كل شيء، وتعلقها الشديد بالماء لدرجة أنها لا تترك زجاجة المياه طول اليوم!

علماً أنها تصلي وتقرأ القرآن، وتحافظ على الأذكار، ثم ذهبنا مرة أخرى للمشايخ، وأكدوا لنا أنها سليمة جداً، وأن الحالة التي تعاني منها هي وسوسة القرين، وأنها ضعيفة الإرادة، إلا أنها تعاني وتعاني، وأنا أعاني معها من كثرة الشكوى.

ما هو الحل؟ وهل هذه الحالة ستستمر كثيراً؟ فحياتنا أصبحت مدمرة أنا وأولادي، والحمد لله على كل شيء.

ما هو الأسلوب الأمثل للعلاج؟ علماً أنها تتعايش أحياناً مع هذه الحالة، ثم تعود مرة أخرى.

أرجو منكم سرعة الرد، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المحب لدين الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

زوجتك تعاني من اضطراب قلق وتوتر واضح، والأعراض التي ذكرتها من زيادة في ضربات القلب وضيق التنفس تسمى أعراضاً بدنية للقلق والتوتر، وليست أعراضاً عضوية.

طالما أن القلق هو مرض نفسي فالفحوصات كلها تكون سليمة، الفحوصات تكون معتلة إذا كان سبب هذه الأشياء أمراض عضوية، ولكن طالما سببها قلق نفسي فالفحوصات تكون سليمة وواضح أنه قلق نفسي، لأنه يصاحبه خوف من الموت وأعراض نفسية أخرى للقلق والتوتر ظاهرة، فلذلك يا أخي الكريم لا داعي من أخذ زوجتك إلى أي أطباء عضويين أو أطباء باطنيين، زوجتك مشكلتها نفسية بالمقام الأول وهو قلق وتوتر، وطالما هي تستطيع أن تتأقلم على هذا الشيء فقد تحتاج إلى جلسات نفسية بسيطة للاسترخاء لمساعدتها في التخلص نهائياً من القلق والتوتر.

إذاً اذهب بزوجتك إلى طبيب نفسي أو حتى معالج نفسي لتعليمها كيفية الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بالتنفس، ويفضل هنا طبعاً الاسترخاء العضلي لأنها عندها ضيق تنفس، وبعد ذلك يمكنها أن تؤدي هذه التمارين في بيتها، ولا تحتاج إلى أي دواء في الوقت الحاضر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً