الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطراب بالمشاعر حيث أني أبني علاقتي على أوهام

السؤال

السلام عليكم

لدي اضطراب بالمشاعر حيث أني أبني علاقتي على الموقف الحالي مع الشخص ومع الأحداث المستقبلية معه!

مثال: لو أن شخصاً ابتسم في وجهي وارتحت لابتسامته تجد أني أتخيل مستقبلي مع هذا الشخص كالجنة، ولو أنه عبس في وجهي أجعل العلاقة المستقبلية كالجحيم، حتى إني لو ابتسم في وجهي وبعد ساعة عبس تتقلب حالتي بين الحالتين.

مع أني وأنا أرسم الحالة في رأسي أعرف أنها عبارة عن أوهام، ولكن لا أستطيع الكف عن التفكير، وفي الغالب هو تفكير سلبي للأسف حتى أتخيل الأحداث تخيلاً وهمياً.

أنا أعرف مشكلتي وأعرف أنها أوهام، ولكن لا أكف عن الإبحار في بحر التفكير الوهمي، حتى إني لو غضبت من شخص ورسمت السيناريو السيء عنه لمدة شهر ثم قابلني وابتسم لذهب كل شيء رسمته، وبدأت برسم السيناريو الحسن، وهكذا حالتي والله المستعان، وإليه الشكوى، وفيه الرجاء ومنه الشفاء.

لا أعرف ما الحل؟ خاصة أني مقبل على الزواج بعد شهر من الآن فلا أريد أن أتعذب مع زوجتي؛ لأن الحياة شد وجذب.

أرجو من الله ثم منكم إرشادي لحل مشكلتي.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً الحياة شد وجذب ولا تمشي على وتيرة واحدة، ولا يجب أن نبني حكمنا على شيء واحد، ولكن - كما ذكرتِ - أن هذه الأشياء خارجة عن إرادتك، ووصفتها في الأول باضطراب المشاعر.

اطمئن فأي شيء يتم تغييره، والإنسان بطبيعته وبمرور التجارب الحياتية وتراكمها تتغيَّر فيه أشياء كثيرة، ويتغيَّر من الداخل، ومن ضمنها مشاعره، فالزواج إن شاء الله سيُغيِّرُ كثيرًا في مشاعرك، لأنه بالممارسة اليومية تعرف الزواج أخذاً وعطاءً، وتنازل من كل الزوجين عن بعض رغباته وسلوكياته، وإن شاء الله هذا يحصل وإن كنت متخوفًا من هذه الأشياء التي تعاني منها أن تؤثِّر على زواجك بدرجة كبيرة.

كل الذي تحتاج إليه هو التحدُّث مع معالج نفسي عن هذا الموضوع، الحمد لله أنك أدركت أصل المشكلة، وهذه بداية الحل، بداية الطريق السليم، فعليك بالتحدُّث مع معالج نفسي، وسوف يقوم المعالج النفسي بمساعدتك وتوجيهك إلى ما يجب فعله، حتى يتم التغيير من الداخل إن شاء الله، ويحصل توازن حتى للمشاعر التي ذكرتِ أنها مضطربة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً