الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أمراض نفسية.. أرجو تشخيص حالتي ووصف الدواء المناسب لي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله لكم على هذا الموقع، وشكرا للأطباء والمستشارين، وكلمة شكر قليلة في حقكم.
أودّ أن أطرح مشكلتي التي بدأت منذ شهرين، وكنت كما أظن أنها نوبة قلبية كأعراضها المشابهة جدا
للنوبة القلبي.

أسكن في دولة عربية مع زوجي وأولادي، وسافرت منذ شهرين لرؤية أهلي في الغربة، وحيث الأجواء الكئيبة دخلت أجواء من الاكتئاب، وأصبحت تأتيني نوبات من الاختناق، وخفقان يصل (140)، ودوخة شديدة جدا، وخدر، وتشنجات في الوجه واليدين والقدمين، فاتصلت على الإسعاف، وعندما شخَّصوا حالتي، وقالوا لي: إنها نوبة قلق هلع، أصبحت تأتيني النوبة في الأسبوع لا يقل عن مرتين، فأصبحت ملازمة المنزل، أخاف الخروج والظهور؛ خوفا من أن تأتيني النوبة.

استمررت على هذا الحال لمدة شهرين تقريبا، وحينما أصبح الوقت لكي أعود لبلدي لم أستطع الخروج من المنزل، أصبحت أخاف من السيارة، ومن الطريق، ومن الأماكن المفتوحة والمغلقة، أخاف من أن أبتعد عن المنزل، وأخاف أن أبقى بمفردي، ويجب أن يكون شخص بالغ معي، وهذه الأمور لا شعوريا تسيطر على عقلي.

ذهبت لطبيب الأسرة، وشخص حالتي بالاكتئاب، ونوبات هلع وقلق، ووصف لي دواء اسمع (paroxetine 20 mg) خفت أن آخذ الدواء؛ لما سمعت عنه من آثار جانبية قوية، وطلبت دواء مؤقتا ومهدئ للسفر فقط، فأعطاني دواء اسمه (Diazepam 2 mg مع propranolol)، فعلا سافرت ووصلت بلدي بدون أي مشاكل، وعندما وصلت أخذت من الصيدلية دواء اسمه (Deanxit) يساعدني هذا الدواء من التخلص من التوتر، والدوخة، والأعراض الجسدية، ولكن الأعراض النفسية كما هي عند الخروج، أو عندما أبقى وحدي يصبح لدي خفقان ودوخة، ونسبة خوف عالية جدا بدون أي مبرر، فبماذا تنصحونني أن أعمل؟

علما أنني اشتريت من الصيدلية دواء اسمه (sertraline 50mg)، ودواء آخر اسمه (Cipralex)، ما هو تشخيص حالتي؟ وما هو علاجي؟

بارك الله بكم، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتشخيصك - أختي الكريمة - هو نوبات هلع مع قلق وتوتر نفسي، ونوبات الهلع علاجها بأدوية أو بمجموعة الـ (SSRIS) وهي أدوية مضادة للاكتئاب، وبالعلاج السلوكي المعرفي، ولا أدري ما هي المدة التي استمريت فيها على الباروكستين، وهو من الأدوية التي تُعالج نوبات الهلع والقلق بفعالية جيدة، ولكن طالما رجعتِ إلى بلدك وخُيِّرتِ بين دوائين فالأفضل لنوبات الهلع هو السبرالكس.

سبرالكس عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - بعد الأكل لمدة أسبوع، وبعد أسبوع ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة بعد الأكل أيضًا، واستمري عليها، وسوف يتحسَّن الوضع، أو تذهب الأعراض أو تختفي بعد فترة لا تقل عن شهرين من بداية العلاج، ثم بعد اختفاء هذه الأعراض كاملة وتُصبحين طبيعية يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، خوفًا من عودة الأعراض مرة أخرى كما حصل معك الآن، وبعد انقضاء فترة الستة أشهر يمكنك أن تخفضي جرعة السبرالكس بالتدريج، بأن تسحبي ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

ومن الأفضل - أختي الكريمة - إذا استطعت أن تجمعي بين السبرالكس وجلسات نفسية، وبالذات جلسات العلاج السلوكي المعرفي، فهنا تكون الفائدة أفضل من تناول الدواء لوحده، وعند التوقف لا تعود الأعراض إذا أخذت جلسات سلوكية معرفية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا عبدالله

    اختي نوبة الهلع لا تقتل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً