الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي انزعاج من صوت مضغ الطعام وصوت اللسان

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع العظيم، وزادكم قبولاً وتوفيقاً.

أنا شاب بفضل الله ملتزم، ولكن لدي مشكلة ترفع غضبي، وهي الانزعاج من صوت مضغ الطعام، وصوت اللسان مع الجهة العليا من داخل الفم أو صوت الشفتين، هذه المشكلة تسبب لي ضيقاً شديداً في صدري عندما أجلس مع عائلتي لتناول الطعام، مما يجعلني أحياناً أضع سماعات أو أعتزلهم، وآكل وحدي بعيداً عنهم، وهذا ليس من الأدب، وإذا جلست معهم أثناء الطعام وصدرت تلك الأصوات أشعر بغضب شديد على والدي، وكل من يأكل بتلك الطريقة.

هذه المشكلة أعاني منها منذ سنوات، وهي تتوسع وتزداد، وهذه الحالة تسمى "الميسوفوليا" أو كلمة نحوها.

كيف أتخلص من هذه المشكلة وأصبح طبيعياً؟ لأنها تضرني في ديني ودنياي، وترفع عصبيتي وتثير غضبي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AYOUB حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الميزوفونيا/Misophonia أو اضطراب الضيق والتوتر الذي يحدث عند سماع صوت معيَّن – وبالذات صوت مضغ الطعام أو الأصوات الناتجة من الفم – من الاضطرابات التي جرى التركيز عليها مؤخرًا، وتمَّتْ دراسات كثيرة فيها، وقد ثبت أن هناك أشخاصا كثيرون يُعانون من هذه المشكلة، وأُجريتْ أبحاث كثيرة، وبعضها حاول أن يصل إلى مناطق معينة في مخ الإنسان، فهي مسؤولة عن هذه الظاهرة.

من خصائصها أنها قد تبدأ منذ الطفولة، وتمتدّ إلى بقية العمر، ودائمًا يحصل غضبٌ عند سماع هذه الأصوات مثل مضغ الطعام، وبالذات عندما تأتي هذه الأصوات من أشخاص يكون الشخص مرتبطاً بهم عاطفيًا، وهذا يفسِّر غضبك عند سماع أصوات من والديك.

هذه ظاهرة مرضية، وفي بعض الدراسات وُجد أن كثيرًا من الناس يُعانون منها، وقد اجتهد الكثير في معرفة علاجها، ولم يصلوا إلى طريقة مُحددة للعلاج، ولكن طبعًا التجاهل أو محاولة تجنُّب المواقف التي تحصل فيها، أو وضع سمّاعة على الأذن مثلاً لكي لا يسمع الشخص هذه الأصوات، وهذا ما تفعله أنت – أخي الكريم – وهي الطريقة التي يستعملها الناس للتغلب على هذه المشكلة.

من الأشياء التي أُجريتْ دراساتٍ عليه: العلاج السلوكي المعرفي، وقد وُجد أن بعض الناس يستفيدون منه، فجرِّب – يا أخي – هذا العلاج وقد يُساعدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً