الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تسمع الأغاني وأنا أحاول تجنبها، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم.

أهلي يسمعون الأغاني، رغم علمهم أنها محرمة، وأنا من عادتي الركوب في مقدمة السيارة، فإذا فتحت على الإذاعة وكانوا يذيعون أغنية أغير القناة لتفادي سماعها.

اليوم ركبنا السيارة أنا وأمي وأختي، وكانت هناك أغنية في الإذاعة، فحينما ركبت السيارة طلبت مني أمي أن لا أغير القناة، فتحججت أنني صائمة، ويجب أن أتجنب الأغاني، ولكنها رفضت، وطلبت أن أغلق أذني، فرفضت وأخفضت صوت الإذاعة كي لا نستمع، عندها بدأت تبكي وكأنني أخطئت معها علما أنني كنت هادئة جدا في الحوار.

أنا الآن لا أعلم هل أخطأت، وهل أنا آثمة لأنني أحاول تجنب الحرام؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل أن يرزقك الثبات والاستقامة على دينه.

والحقيقة أنك وقعت بين أمرين أحلاهما مر: سماع الأغاني أو إغضاب أمك، فاخترتي الثاني، وكان الأولى أن لا تفعلي ذلك بتلك الطريقة التي تشعر والدتك بأنك غير مطيعة لها، وأن تنشغلي عن سماع الأغنية بالذكر والتسبيح، ولا تنصتي لها حتى إذا هدأت أمك حاورتيها بأسلوب هادئ مناسب؛ حتى تقتنع فربما يكون لديها شبه أو قلة علم.

أما أسلوب الأمر والنهي معها بالطريقة التي سبقت، فأسلوب منفر لا يصلح مع الوالدين أو من هو أكبر منك، هذا الأسلوب يصلح مع الصغار والأبناء ونحوهم ممن يتقبل الأمر والنهي.

أما الآباء والأمهات والكبار فيستخدم معهم أسلوب الإقناع والتدرج والمداراة والتلطف حتى يقتنعوا، ويجب أن تفرقي بين السماع للأغاني والاستماع إليها، فالسماع هو: سماع الصوت دون تلذذ وانسجام معه، وهذا يحصل للمسلم حينما يمر من مكان فيه أغاني أو يركب في سيارة ولم يقبل صاحبها النصح في إغلاقه، فعليه أن ينشغل عن الاستماع إليه، ولا إثم عليه حتى لو سمعه.

أما الاستماع فهو: التلذذ بالسماع والمتابعة له وتوافق القلب مع الإنصات فهذا هو الاستماع المنهي عنه، وكان بإمكانك التعامل مع أهلك بالأول والإنكار بالقلب عل فعلهم، وعدم إغضاب أمك وقهرها، علما أن السماع المجرد لا أثر له على بطلان صموك أو انقاصه.

لذا أنصحك بالأخذ بخاطر أمك والاعتذار لها، وإفهامها أنك لا تريدي لها إلا الخير، وأنك لم تقصدي رفض أمرها وعصيانها، وستجدي منها كل ترحيب وعفو؛ لأن قلب الأمهات مليء بالرحمة والشفقة على أولادهن.

كما أنصحك أن لا تناقشي أهلك حول الغناء أثناء طلبهم استماعه؛ لأنهم لن يقتنعوا تلك اللحظة، وسيصبح الأمر معك مجرد عناد لتنفيذ رغبتهم، بل اختاري الوقت المناسب للحوار معهم، ولا بأس بنقلهم من سماع الأغاني إلى سماع الأناشيد الإسلامية كنوع من التدرج معهم حتى تتقوى نفوسهم على الترك.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالكم ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً