الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أنني مثقل بالهموم ويائس، ولا أريد شيئا من الحياة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعزب عمري 28 سنة، في كل مراحل حياتي أعاني من القلق الشديد والاكتئاب، سلبي ومتشائم ومتذمر، أمر بمشاكل عادية يمر بها الجميع، ولكني أراها ضخمة جدا.

أحس بضيق شديد وبجبل على صدري وقلبي، أحس بتنميل وسخونة في رأسي كلما حدثت معي أي مشكلة، نومي متقطع جدا، أستيقظ كثيرا بسبب التفكير، أول ما يخطر في بالي عند الاستيقاظ كل يوم منذ سنين هو الانتحار، أذهب إلى العمل متثاقلا جدا وحزينًا جدا، وكل الموظفين يلاحظون ذلك في جميع الشركات التي عملت فيها، لا أتوقف عن التفكير في أي حدث بسيط يحدث خلال يومي.

أسكن وحيدا ولا أستطيع تحمل السكن مع أحد، لا أخرج من المنزل إلا للعمل، جلوسي في المنزل يحسسني بالاستقرار النفسي لعدم وجود أي تغيير علي، أعاني من مشاكل في التنفس أيضا وجفاف شديد في الحلق وحساسية من أي رائحة بسيطة، ومن روائح الدخان، مما زاد من عدم رغبتي في مغادرة المنزل.

أعراض القلق والاكتئاب موجودة دائما وتزداد كثيرا عند حصول التغييرات في حياتي: السفر، تغيير في العمل، موعد صيانة السيارة (لدرجة أني أفكر ببيعها والاعتماد على سيارات الأجرة)، حصل معي عطل في سيارتي السابقة وقمت ببيعها مباشرة وخسارة مبلغ كبير.

وأيضا مثل تغييرالجامعة، قبل 8 سنوات سافرت للدراسة في مكان أكرهه ونفسيتي تدمرت جدا، وأخذت علاج ريميرون ل 6 شهور وتحسنت الأمور قليلا واستقرت وتركته، وساءت بعد فترة.

منذ شهرين أخذت دواء دوجماتيل 50 جم حبتين في اليوم لمدة شهرين، لم أحس بأي شيء إلا فقدان رغبتي الجنسية، وتوقفت عنه.

أحس أنني مثقل بالهموم ويائس، ولا أريد شيئا من الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amer حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلعلَّك من الأشخاص الذين يُعانون من سمات الشخصية القلقة، المشدودة، المتوترة، التي تُضخم الأشياء، وتحمل همًّا لكل شيءٍ، ولذلك عندما يطرأ على هؤلاء أي حادث أو مشكل في حياته فإنه يؤثِّر عليهم ويصيبهم بمزيد من القلق والتوتر والاكتئاب ومشاكل النوم، وعندما لا يستطيعون التأقلم قد يُصابون بالاكتئاب، وهذا ما حصل معك -أخي الكريم- إذ تحوّلتْ تلك السمات إلى أعراض اكتئاب نفسي واضحة، من بكاء وحزن وانعزال وتفكير في الانتحار، وهنا -يا أخي الكريم- العلاج أولاً يكون في علاج الأعراض الاكتئابية، بمضاد للاكتئاب.

الدوجماتيل مضاد للقلق، ولكنه ليس مضادًا للاكتئاب، والريمارون بجرعاتٍ صغيرة يُساعد في النوم، ولكنه ليس مضادًا للاكتئاب، ولعلَّ أفيد وأفضل دواء لحالتك -أخي الكريم- قد يكون (سبرالكس) لأنه مضاد للاكتئاب والقلق في نفس الوقت، وجرعته عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الظهر، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالانتظار لمدة ستة أسابيع حتى تشعر بزوال معظم الأعراض التي كنت تعاني منها، ثم بعد ذلك تستمر عليه -أخي الكريم- لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم ابدأ في التخفيض التدريجي، بحيث تسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وأيضًا -أخي الكريم- تحتاج إلى علاج نفسي، هناك علاجات نفسية ومهارات نفسية لتقوية الذات، وجعلها أكثر جرأة وتحمُّلاً للصعاب التي تُقابلها، وهذا يتأتَّى من خلال معالِج نفسي، ومن خلال جلسات علاجية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر احلاممحطمة

    الله يشافيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً