الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب ووساوس عدوانية وانتقامية، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في العشرين من عمري، درست تخصص علم النفس بحكم أن أقدر على أن أعالج نفسي من الاكتئاب، رغم أني لم أذهب إلى أي طبيب نفسي.

الآن أعاني وأكملت سنة وأنا على هذا الحال من اكتئاب ووساوس واختلال الأنية، وأكثر ما أعاني منه الآن هو الوساوس العدوانية تأتيني أفكار بأني سوف أقتل أهلي أو أبناء أختي أو حتى الطبيب النفسي الذي سوف أذهب له هذه الأفكار دمرتني، وجعلتني أتمنى موتي أو أنتحر حتى لا تحصل كارثة.

وصلت لدرجة أني أعتقد بأني مريضة نفسياً، وسأصبح مثل المرضى النفسيين الذين يقتلون أمهاتهم، وهذا ما يرعبني.

لا استطيع أن أفعل شيئاً، فقط أبكي أخاف أن أفقد السيطرة على نفسي وأجن وأقتل.

أرجوك ساعدني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنك تعانين من وسواس قهري اضطراري، ودائمًا الوسواس القهري هو فكرة تتكرر على الإنسان، يقاومها فلا يستطيع، فتُحدِثُ له نوعًا من القلق والتوتر.

هذا ما جعلك تحسِّين أنك سوف تفقدين عقلك من خلال التفكير الشديد والقلق والتوتر، ودائمًا الوسواس القهري – أختي الكريمة – إمَّا أن يكون محتواه في الدين أو في الجنس أو في العنف، ووسواسك محتواه في العنف.

طبعًا قراءة علم النفس قد تُساعدك في فهم ما يدور في داخل نفسك، ولكنك تحتاجين إلى المساعدة في العلاج، تحتاجين إلى الذهاب إلى طبيب نفسي.

أنا أعرفُ أن الوساوس التي تُساورك أيضًا حول الطبيب النفسي وإيذائه، ولكن إن شاء الله سوف يُساعدك، وقد تحتاجين إلى علاج دوائي مثل الـ (فلوكستين) مثلاً، فهو فعّال في علاج الوسواس القهري، فلوكستين عشرين مليجرامًا.

قد تحتاجين إلى علاج سلوكي معرفي، والجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي أفضل في علاج الوسواس القهري الاضطراري، وطبعًا العلاج السلوكي قد يتم بواسطة معالج نفسي متمرِّس.

اذهبي إلى أحد زملائك المتمرِّسين في العلاج السلوكي المعرفي، وسوف يُساعدك كثيرًا، مع العلاج الدوائي – كما ذكرتُ – مثل الفلوكستين، عشرين مليجرامًا يوميًا بعد الأكل، وآثاره الجانبية قليلة، وتحتاجين في الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرُّج، إذ أنه لا يُحدث آثار انسحابية، ولا يؤدي إلى الإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ناصر

    اتمنى من الاخت ان تغير الى تخصص اخر غير علم النفس لان معاناتها تزيد مع دراسة هذا التخصص و هذا عن تجربة شخصية . وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً