الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهملت بيتي وأولادي وأشعر في كل لحظة بالموت.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، وبعمر 30 عاماً، لدي ثلاثة أطفال، وزوجي يعمل خارج البلاد، وأتحمل مسؤولية رعايتهم بمفردي.

منذ ثلاثة شهور كنت في السيارة، وحدثت لي حالة غريبة! أحسست بروحي تخرج مني، ودقات قلبي سريعة، ودوخة ورعشة في الأطراف، وضيق تنفس، ذهبت فوراً لأحد المستشفيات، قمت بقياس الضغط وكان منخفضاً، وفي اليوم التالي وقت أذان الفجر حدثت لي نفس الحالة، وتوجهت إلى المستشفى، وقاموا بقياس الضغط أيضاً، وقالوا لي: إنها حالة نفسية.

ذهبت لعدة دكاترة تخصصات قلب وباطنية، وأنف وأذن وحنجرة، وقمت بإجراء فحوصات وتحاليل دم وسكر، وغدة درقية ووظائف كلى، وقمت بإجراء رسم قلب، وكانت النتائج سليمة تماماً -ولله الحمد-، ولكني ما زلت أشعر بالإعياء الشديد والتعب، وتحدث لي نفس الحالة الغريبة يومياً لمدة شهرين.

توجهت لدكتورة نفسية شخصت الحالة بوسواس قهري، ووصفت لي ستاتومين وتوبمود أخذتهم لمدة أسبوعين، ولكني لم أشعر بالراحة، ثم تواصلت مع دكتور نفسي، من أحد المواقع على الانترنت، وشخص الحالة بقلق عام، ونوبات هلع، ووصف لي سيروكسات سي ار قرصاً صباحاً ومساء، وكويتكول قرصا مساء، وتوبمود قرصاً بعد الغداء لمدة أسبوعين، شعرت ببعض الراحة ولكن تتملكني حالة من الخوف من الموت.

تواصلت مع الدكتور فأضاف لي اندرال 10 قرصاً صباحاً ومساءً، لكني توقفت عن أخذه، وأيضاً أضاف لي بروزاك قرصاً صباحاً وتوبمود 50 صباحاً ومساءً، بديلا لتوبمود 200 حالياً أشعر بتحسن -والفضل لله- ولكن ما زلت أشعر بخوف شديد عند ركوب أي وسيلة مواصلات وتعود لي نفس الحالة، ولكني أحاول السيطرة عليها، ويتملكني الخوف عند الخروج من المنزل.

أرجو المساعدة، لقد أهملت بيتي وأولادي، وأشعر في كل لحظة بالموت، فهل أعاني من حالات هلع فعلاً أم وسواس قهري من الموت؟ وما الحل؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dandana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك منذ البداية هو نوبة هلع، وهي تأتي فجأة وتكون في معظمها في شكل أعراض قلق وتوتر وخوف شديد، وعندما يذهب الشخص إلى الطوارئ أو يفحص يجد كل الفحوصات سليمة؛ لأن نوبة الهلع هي حالة نفسية، وليست عضوية.

أما الذي يحصل معك الآن فهو رهاب أو فوبيا، وهذا دائماً يحدث مع نوبة الهلع، عندما تأتي للشخص نوبة هلع مثلاً في السيارة فإنه بعد ذلك تأتيه فوبيا من ركوب السيارة خوفاً من أن تحدث له نوبة هلع، إما في السيارة أو في المواصلات العامة ولا يجد من يساعده أو يأخذ بيده، هذه أعراض فوبيا ورهاب، حتى يكون هناك رهاب من الخروج من المنزل، ومن ثم رهاب الساحة أو الخلاء، وهو كثير الحدوث مع اضطراب الهلع، في الكثير من الحالات اضطراب الهلع يكون معه رهاب الساحة أو رهاب الخلاء، وهو الخوف من الخروج من المنزل خوفاً من حدوث نوبات الهلع، ولا يجد الشخص من يساعده.

العلاج هنا يكون هو نفس علاج نوبات الهلع الذي تأخذينه الآن، ولكن يا حبذا لو كان هناك علاج نفسي سلوكي معرفي، فإنه أفيد لعلاج هذه الحالات من الرهاب، ومن خلال جلسات متعددة مع العلاج الدوائي -بإذن الله- تستطيعين أن تتخلصي من هذا الرهاب وتعيشين حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً