الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني توترا اجتماعيا يمنعني من مواجهة المجتمع، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة وأريد علاجا لها، وهي توتر اجتماعي، أنا شاب سعيد في الحقيقة -والحمد لله- وليس لدي أي حالة اكتئاب، ولكن مشكلتي الوحيدة هي في مواجهة المجتمع، مثلا لتتضح الصورة أكثر، عندما أقود سيارتي أكون متوترا توترا فوق الطبيعي، وكفي تتعرق، وعندما أكون في الجامعة ويبدأ المحاضر في تحضير الطلاب في القاعة تزداد نبضات قلبي وتعرق كفي، ويظهر ذلك في صوتي حتى ينتهي المحاضر من التحضير أشعر بالارتياح.

وعندما يسأل المحاضر سؤالا وينتظر إجابة أحد، وأنا أعرف إجابته وأريد أن أجاوب تزداد حينها نبضات قلبي ثم أتراجع، ومثلا حين يأتي دوري في تسميع القرآن تزداد نبضات قلبي جدا، ويظهر ذلك في صوتي ويسبب لي إحراجا، وعندما أكون في مقابلة وظيفة أيضا تزداد نبضات قلبي وأتلعثم في الكلام ويجف فمي ويغلق على عقلي، ولا أستطيع التفكير مثل ما أكون مرتاحا، ويتكرر ذلك في مواقف كثيرة جدا ومختلفة، ولكن هذه أمثلة فقط.

لست انطوائيا مع أهلي، ولكني انطوائي مع أقاربي والأشخاص الذين لا أعرفهم، هذه هي الأعراض التي أشكو منها، وباختصار أنا لست مكتئبا، ولكن أواجه صعوبة في التواصل مع المجتمع وإبراز كل طاقتي ومهاراتي في العمل والدراسة بسبب توتري.

عمري 22 ولست متزوجا، أعلم أنه يجب أن أعالج ذلك سلوكيا، وأن أواجه المخاوف والتوتر، وأنا مستعد ولكن أريد دواء يساعدني على فعل ذلك، لا أريد دواء قويا مثل زيروكسات، ولكن أريد دواء يناسب حالتي، سمعت بلوسترال ولكن لا أعلم إذا كان مناسبا أم لا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرت من أمثلة معناه أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، وهو التوتر والاضطراب في مواقف اجتماعية مُعيَّنة، وذكرت أمثلة لها مثل المشكلة في تسميع القرآن أو المحاضرات أو قيادة السيارات – أو هكذا - . هذه أعراض رهاب اجتماعي أو قلق اجتماعي – أخي الكريم – والعلاج هو علاج سلوكي وعلاج دوائي، ولابد من جمع العلاجين معًا – أخي الكريم – حتى يكون العلاج فعّال، وتذهب معظم الأعراض.

والعلاج السلوكي يحتاج أن يكون مع معالج، يضع برنامجًا سلوكيًّا مُحددًا، بطريقة متدرِّجة ومنضبطة، وتُراجع بانتظام معه حتى تنتهي كل الجلسات التي يُحدِّدها.

أما بخصوص الأدوية فمعظم مجموعة أو فصيلة الـ (SSRIS) تُساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، وعلى رأسها الـ (باروكستين) والـ (سيرترالين) والـ (سبرالكس)، والسيرترالين نعم يُناسب حالتك، وجرعته (طبعًا) خمسين مليجرامًا، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسون مليجرامًا)، وتحتاج لفترة ستة أسابيع إلى شهرين حتى تشعر بتحسُّن ملحوظ في الأعراض التي تعاني منها، وإذا تمَّ التحسُّن بدرجة كبيرة فعليك بالاستمرار في جرعة الخمسين مليجرامًا، أما إذا كان التحسُّن تحسُّنًا جزئيًا فيمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين تُرفع الجرعة إلى مائة مليجرام – أي حبتين – في اليوم، وبعد التحسُّن وزوال الأعراض ومواجهتك للمواقف براحة وبدون توتر فيجب عليك بالاستمرار في تناول الدواء لمدة ستة أشهر، حتى وإن انتهت جلسات العلاج السلوكي، استمرّ في تناول السيرترالين لمدة ستة أشهر، ثم ابدأ اسحبه بالتدريج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً