الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هلع ورهاب، وحالتي تزداد سوءا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة وبعد..

بدأت قصتي منذ 13 عاما، وتم تشخيصها برهاب اجتماعي، ونوبات هلع، واستخدمت وقتها السيروكسات بجرعة 40 ملجم، وكانت عن طريق موقعكم المحترم، وتحسنت بشكل كامل تقريبا 6-7 سنوات، ومن ثم تعرضت لانتكاسة قوية في 2014 أثناء مروري بظروف عصيبة، ومن يومها وأنا أتنقل بين عدة أدوية، وهي سيروكسات وسبرالكس وانتابرو ولسترال وبرستيك، وكان تدعم بدوقماتيل، ولكن التحسن يكون طفيفا، وتعود الحالة كما كانت.

حاليا أتعرض لظروف عصيبة داخل بيتي، ومن أهلي، حيث أنني حساس جدا، وشخصيتي قلقة جدا، ومهما يكون الموضوع تافها أبقى أفكر به فترة طويلة جدا، كالمعاتبة من أمي أو زوجتي، أحس حاليا بضيق النفس، والقولون العصبي، وانتفاخات بالبطن، وتعرق، وتقريبا شبة انهيار، وتملل، وضجر من الحياة، وأن الحياة لا تعني شيئا، وأحس أنني أتعس الناس، ولا أحس بلذة أي شيء أعمله.

أكملت شهرين الآن من تناول سيروكسات 20 ملجم وانتابرو 20 ملجم، ولا يوجد أي تحسن، بل حالتي تسوء أكثر فأكثر.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي بعض الأحيان عندما يتحسَّن الشخص على دواء بعينه ويتوقف عنه لفترة من الزمن ثم يرجع إليه قد لا يتحسَّن مرة أخرى إلَّا إذا رفع جرعة الدواء، وأحيانًا لا يتحسَّن على الإطلاق بهذا الدواء، بالرغم من أنه تحسَّن عليه في الفترة الأولى، ولا يوجد تفسير واضح لهذه الظاهرة.

الشيء الآخر: واضح أنك الآن تعاني من مشاكل أخرى، وهذه قد تكون السبب في عدم التحسُّن على الأدوية، إذا كانت هناك مشاكل أو أحداث حياتية أو ظروف مُعيَّنة يمرُّ بها الشخص فهنا الدواء لا يكون فعّالاً إلَّا إذا استصحب بعلاج نفسي، العلاج النفسي هنا مهمٌّ – أخي الكريم – مع العلاج الدوائي، لكي يحصل التحسُّن وتزول الأعراض.

فإذًا يجب عليك أن تسعى إلى أخذ علاج نفسي مع العلاج الدوائي، جرِّب العلاج النفسي مع تناول الزيروكسات الذي تحسَّنت عليه في السابق، وقد يكون العلاج النفسي مع تناول الزيروكسات هو الحل لمشكلتك الآن، وإلَّا فهناك أدوية أخرى يمكن تجربتها غير الزيروكسات والسبرالكس، مثل السيرترالين، ومثل الفلافاكسين، ومثل الدولكستين... كل هذه الأدوية – أخي الكريم – تُساعد في علاج الرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع.

ولكن كما ذكرتُ لك في حالتك مهمٌّ جدًّا العلاج النفسي لمساعدتك في التعامل مع الظروف الحياتية التي تمر بها في الوقت الحاضر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً