الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى تأثير كلور المسبح على الخصوبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حملت بابنتي بعد الزواج بشهر منذ ست سنوات ثم وضعت اللولب، أزلته مع بداية رمضان الجاري، ولم يحصل حمل لحد الآن، مع العلم أنني عانيت من فطريات في المهبل، ومما أثار انتباهي أنني بعد أن ذهبت لمسبح خاص تفوح منه رائحة الكلور بأسبوع جائتني الدورة، وكانت فيها رائحة الكلور.

علما أنني كنت قد تعافيت جزئيا من الفطريات، ومنذ ذلك الحين وأنا تأتيني الدورة برائحة الكلور، ولكن كل مرة أخف من ذي قبل، كما أنها بدت لي خفيفة بعض الشيء في بعض الأحيان كأنني مزجتها بماء، فهل لهذا تأثير على الخصوبة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليالي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

تطمني -يا ابنتي- فالسباحة ليس لها علاقة بنزول الدورة ولا بكمية الدم فيها، وكمية الكلور التي توضع في ماء المسابح هي كمية قليلة ومدروسة، والهدف منها هي القضاء على الميكروبات التي قد تتواجد في الماء, وهذه الكمية لا تضر الجسم ولا تؤثر على المهبل ولا الرحم، ولا تؤثر سلبا على الخصوبة إطلاقا, وما حدث معك هو مجرد مصادفة ليس إلا, بمعنى أنك كنت ستشعرين بتغير في كمية دم الحيض حتى لو تكوني قد مارست السباحة, وهذا أمر متوقع بعد إزالة اللولب.

فمن المعروف بأن اللولب يزيد من كمية الحيض ومدته, وكمية دم الحيض لا أهمية لها في مثل هذه الحالات, وما يهمنا هنا هو أن تبقى الدورة منتظمة, لأن انتظام الدورة يدل غالبا على انتظام الهرمونات في المبيض، وهذا يدل على حدوث التبويض بشكل جيد -بإذن الله تعالى-.

وبشكل عام أنصحك بالاستحمام بعد السباحة مباشرة، وغسل منطقة الفرج جيدا بالماء وذلك لإزالة بقايا ماء المسبح والكلور؛ لأن الكلور قد يسبب تهيج الأغشية المخاطية عند بعض الناس, لكن الاستحمام بعد السباحة مباشرة سيزيل مثل هذا التأثير بسرعة.

وبما أنك أزالت اللولب في بداية شهر رمضان, أي لم يمض بعد سوى 4 أشهر على إزالته, فمن المبكر القول بأن الحمل قد تأخر حدوثه عندك, لو كان قد حدث بعد شهر من الزواج في المرة الأولى, فحدوثه بعد شهر واحد كان استثناءا, ويجب عدم اعتباره هو القاعدة أو الطبيعي, لأن نسبة حدوث الحمل عند أي زوجين سليمين هي نسبة لا تتجاوز 20٪ في كل شهر, وذلك مهما فعلا, لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية, بمعنى انها ستزاد وتتراكم (لكن لا تتضاعف) شهرا بعد شهر حتى تصل إلى 65٪ تقريبا بعد 6 أشهر, وإلى 85٪ تقريبا بعد سنة على محاولة الحمل أو على إيقاف مانع الحمل, وهذه نسب عالية -كما ترين-, لذلك أنصحك بالتريث وبالاستفادة منها قبل القول بحدوث تأخر في الحمل عندك, وقبل البدء بالبحث عن الأسباب وعمل استقصاءات مكلفة ومجهدة.

أسأل الله -عز وجل-, أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً