الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالندم الشديد لعدم تأمين مستقبل أسرتي، كيف أتخلص من ذلك الشعور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أود أن أطرح لسيادتكم مشكلة أعاني منها الآن، أنا أعمل موظفا لدى إحدى الشركات العالمية للتصدير، ومتزوج ولدي طفلان، حدث معي منذ 4 سنوات أنني قمت بعمل تجاري خاص بي، وكسبت أموالا كثيرة وابتعدت عن الله -سبحانه وتعالى- وقمت بالعديد من التغيرات منها:

شراء منزل جديد، وسفر، وأصبحت مسرفا جدا، ولم أشعر ببركة هذا الرزق، وعندما بدأت الأموال تقل قمت بعمل قرض من احد البنوك لكي أعيش في المستوى الجديد، ودخلت في عديد من العلاقات غير السليمة، والآن بعد هذه المدة لم يصبح معي شيء من هذه الأموال، فقط المنزل ووظيفتي وأسرتي، وتسديد القرض، وفشلت في عمل أي مشروع تجاري بسبب الوضع الاقتصادي، لكنني الآن عندما أنظر لنفسي كيف فعلت كل هذا ولم أؤمن أسرتي؟ فدخلت في نوبة اكتئاب وندم شديد، وأصبحت أعيش على الميرتماش والنايت كالم، وأصبحت سيئا جدا مع أسرتي.

فأرجو من سيادتكم تقديم النصيحة، وكيفية التخلص من عبء الندم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله أنك أدركت الخطأ الذي فعلته في الماضي، وأثَّر عليك بأنك ارتبكت أشياء كثيرة خطأ، وبعثرت وأسرفت الأموال، والآن أنت في ضيق مالي، وهذا ما سبَّب لك التوتر والاكتئاب.

أهم شيء أنك تعزم على عدم تكرار ما حدث، وطالما تمتلك -أخي الكريم- الإمكانيات لتحسين وضعك كما في الماضي، فيمكنك أيضًا أن تفعل ذلك الآن، وذلك بالعزيمة والإصرار، وعليك -يا أخي الكريم- الآن الالتفاف لعائلتك ومصارحتهم بوضعك، وأنا متأكد بأنهم سوف يقفون معك، كونوا أسرة واحدة متكاتفة مترابطة، وقد يحصل طبعًا ضيق وتقشف عليهم (طبعًا) حتى يمكنك سداد الديون، ولكنك بالعزم والإصرار -بإذن الله- سوف تتغلب على هذا، لكن المهم أن تستغفر الله لما حصل في الماضي، وتعزم أو تكون عاقد العزم ألَّا تعود لمثل هذه الأشياء، وإذا أخذت شيئًا من شخص فأعده إليه، ولكن بالعمل الإيجابي -كما ذكرتُ- يمكنك أن تتخطَّى هذه المرحلة وترجع كما كنت قويًّا ومتماسكًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً