الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف الإصابة بالأمراض الخطيرة، فما توجيهكم؟

السؤال

منذ شهرين تقريباً أحسست بتنميل في يدي وقدمي اليسرى، فخفت كثيراً، وأنا أعلم أن هذه من مؤشرات الأزمة القلبية، فقد أصبت في وقتها بنوبة من الهلع الحاد، فأصبحت لا أقدر على النوم، وصرت أفكر بأني سأموت، ولم أستطع النوم حتى أذن الفجر، فذهبت إلى صلاة الفجر، بينما أنا أصلي ينتابني شعور بأني سأسقط وأموت وأنا في الصلاة، وعند السجود فكرت بنفس الشيء بأني لن أرفع رأسي بعدها؛ لأني سأموت، وبعد أن انتهت الصلاة ذهبت إلى البيت، وأصبحت أشعر بألم في الخواصر، هو ليس بالشديد، ولكن أخافني هذا الشيء.

ذهبت إلى المشفى وقمت بتحليل للدم، والسكر، والضغط، وتخطيط للقلب، وصور شعاعية للصدر، وكانت سليمة والحمد لله، ولكن عند تصوير الايكو لم يتمكن المصور من تصوير الجهة اليمنى من البطن، وهذه المنطقة التي كانت تؤلمني، قال لي يوجد غازات كثيرة متراكمة، يجب عليك أن تقوم بتصوير تمغرافي (الطبقي المحوري)، فتجاهلت ذلك وذهبت إلى دكتور مختص داخلية، وقال لي تراكم غازات، وأعطاني دواء وتحسنت عليه كثيراً، ومن بعدها أصبحت تأتيني نوبات قلق، وخوف من الموت، والإصابة بأمراض خطيرة، وأصبحت تظهر لدي أعراض لم تكن من قبل مثل الألم والحرقة في الساقين واليدين في مناطق معينة، ومن بعدها ألم خلف الرأس والرقبة، وحكة شديدة في الرأس، ومن بعدها دوران من الصباح إلى المغرب، تقريبا يخف تدريجيا مع الرغبة في التقيء، وفي بعض الأحيان أشعر بثقل في الفك، وتأتي نغزات في الصدر، وضيق تنفس، وخنقة، هذه لا تحدث دائماً، فربما ما يمر اليوم ولا تأتيني هذه الأعراض.

بالتالي فإن الأعراض المتقدمة مصاحبة لي إلى أن قررت أن أقوم بعمل الرياضة، ومن بعد عمل الرياضة بيومين تخلصت من القلق الذي كان في داخلي، وبقيت الأعراض المصاحبة له، من دوران الرأس، وحكة في فروة الرأس مثل غزة الدبابيس، فهي حكة مفاجئة تذهب لوحدها من دون حكها، وألم خلف الرأس، وثقل في الفك، ولكي يكون لديكم علم أنا قمت بعمل عملية استئصال مرارة قبل الشعور بذلك بخمسة أشهر أو أقل بقليل.

أرجوكم أن تساعدوني، وجزاكم الله خيراً، وآسف على الإطالة، لأني أحياناً أشعر بفقدان الأمل، وعدم حب الاختلاط والكلام، تعبت جداً من هذه الحال، وأنا أستخدم الكمبيوتر كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المعتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الهلع مع تسارع نبض القلب، والرعشة، بالإضافة إلى الخوف المرضي، والخوف من السرطان، هي أمراض نفسية يتعرض لها البعض نتيجة مرور بعض الأقارب والأحباب بتجارب مرضية مشابهة، وبسبب القراءة عن بعض الأمراض والأعراض وتطبيقها على النفس دون دراية ودون استشارة طبيب.

هذه المخاوف الطبيعية تتحول إلى مخاوف مرضية، وتؤدي إلى اضطراب مستوى هرمون سيروتونين ودوبامين، وهي هرمونات وموصلات عصبية في الدماغ مسؤولة عن الحالة النفسية والمزاجية السليمة، واضطراب مستوى تلك الهرمونات يؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية مثل الهلع، والاكتئاب، والقلق، والتوتر.

من خلال سرد الأعراض نجد أنك تعاني من مرض التوتر العام Generalized anxiety disorder، حيث يتصف بالشعور بالتعب والتوتر، وزيادة نبض القلب، وآلام في العضلات، وإاضطراب في النوم، وسرعة الغضب، والصداع، وبعض التعرق، وعسر الهضم المرتبط بالقولون العصب،ي وكثيرا ما يصاحب مرض التوتر بعض الأمراض النفسية الأخرى، مثل مرض الخوف المرضي Phobias، ومرض الهلع Panic disorder.

للعلاج يمكنك تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أشهر، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، مع تناول كبسولات celebrex 200 mg، وكبسولات myolgin مرتين في اليوم، كعلاج مسكن للألم.

مع أهمية تناول كبسولات فيتامين د الاسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 أشهر مرة أخرى، ويفضل أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة قياس مرة واحدة، وتكرر بعد 4 أشهر مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج مرة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغني عن الحليب ومنتجات الألبان يوميا.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم بمساعدة حبوب المكمل ميلاتونين melatonin 5 mg قبل موعد النوم بساعة؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، مع محاولة نوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

للفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: 261797 - 272262 - 263284 - 278081).

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً